23 مارس 2023

يوميات رمضانية (1).. ثنائية الفطار والشغل

يرتبط شهر رمضان بالعديد من المميزات والسمات التي تميزه دون سواه من شهور السنة، فبجانب أنه شهر القرآن والعبادات والحسنات والخير والرحمة، هو أيضًا شهر القوة والتحمل، وكما نعلم أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، كما قال رسولنا الكريم، ومن هذا المنطلق كتب القدر على الكثيرين أن يتناولوا إفطارهم في العمل سواء أول يوم رمضان فقط أو بعض أيام رمضان أو طوال أيام الشهر الكريم.

والحقيقة أن تناول الإفطار في العمل ليس تكديرا ولا «استقصاد» ولا حاجة من هذا القبيل.. بل يمكن أن نعتبره تغييرا وتجديدا في نمط الحياة التقليدي الروتيني المعتمد على تناول الطعام في البيت، وإحياء لميزة أخرى من مميزات رمضان والتي تميز روح رمضان عن روح أي شهر آخر وهي روح «اللمَّة» وتقوية الروابط الاجتماعية مع الزملاء، وأيضا استحضار لروح «المحارب على الجبهة»، فأنت في جبهة العمل الذي تمارسه من أجل خدمة الآخرين وسعادتهم تضحي بوقتك وسعادتك بين أسرتك لتقضيه في ضغوط العمل متناولا إفطارك بمنتهى الصبر والرضا.

ويا سلام لو اجتمعت حولك مجموعة من الحيوانات الضالة البريئة المسكينة وأنت تتناول إفطارك في عملك فتعطف عليها وتعطيها «العظم» أو بواقي الطعام فتفوز برضا الله، وتحصل على حسنات تصلك إلى موقعك دون تعب منك أو مجهود في وقت نحن أحوج فيه إلى رضا الله.

باختصار، نحن نستطيع أن نرى الجمال والبساطة في أصعب الأشياء والمواقف، وأن نستخرج المميزات والإيجابيات من باطن المعاناة، وأن نواجه صعوبات الحياة وتحدياتها بابتسامة رضا ونفس متصالحة سالكة مع الحياة.. وكل رمضان وأنتم سالكون وراضون وصامدون.

ليست هناك تعليقات: