4 يناير 2023

الدولار والإنذار

لا صوت يعلو الآن فوق صوت الدولار.. تلك الورقة الخضراء التي تواصل صعودها دون ضابط أو رابط.. ومع هذا الصعود المخيف تزداد المعاناة بين الناس، حيث إن معظم عملات واقتصاديات العالم- إن لم تكن جميعها- مرتبطة بالدولار الذي يدخل في عمليات الاستيراد والتصدير حول العالم، وهنا نطرح سؤالًا مخيفًا؟.. هل بذلك سيصبح الدولار هو العملة الوحيدة للعالم ويلغي ما دونه من عملات؟!!

إن زيادة سعر الدولار تهدد بدورها بارتفاع مستمر في أسعار السلع والخدمات- التي هي مرتفعة أصلا- وهذا بدوره يشكِّل ضغطًا خانقًا على المواطنين - الذين هم مضغطون ومخنوقون أصلا- وهذا ينذر بكارثة لا يعلم مداها ولا نتائجها إلا الله!!

إذن ما الحل؟.. هل المطلوب من كل مواطن أن يبحث عن وظيفة تدر عليه دخلًا بالدولار حتى يستطيع مواكبة هذا الكابوس؟.. هل المطلوب مثلا أن نحسب كم تساوي دخولنا بالجنيه مقابل الدولار؟ وبالتالي نكتشف هل نحن بذلك من الأحياء أم من «الأموات الأحياء»؟

إن المسؤولين عن زيادة سعر الدولار كثيرون، سواء البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بزيادته المستمرة لسعر الفائدة في محاولة منه لوقف تضخم العملة وركود الاقتصاد الأمريكي، أو المتحاربون في روسيا وأوكرانيا وما له من تأثير بالغ على السوق العالمية وخصوصا قطاعي الطاقة والغذاء، حيث يتحكم البلدان المتحاربان في نسبة كبيرة من هذين القطاعين، سواء النفط أو القمح، وكذلك الحكومات المحلية التي تقف موقف المتفرج بل وأحيانًا المشارك في الأزمة بقراراتها التي يغيب عنها المنطق والتوفيق أحيانًا.

إن الانحياز إلى المواطنين بات هو الحل الأمثل الآن في هذه الأزمة الخانقة، ويجب أن تعمل الحكومات فورًا على هذا، بزيادة حقيقية في الرواتب وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص عمل تدر دخولا لائقة على المواطنين ومراقبة الأسواق وخاصة السوداء منها التي لا تعرف إلا لغة الجشع والتربح دون رحمة أو هوادة، ويجب أيضا زيادة الصادرات لتوفير سيولة نقدية من العملة الصعبة وأن يكون لنا ولمنتجاتنا تواجد حقيقي في الأسواق العالمية.. الحلول كثيرة وبات البحث عنها وتحقيقها ضروريًا.. هذا إن أردنا تجنب هذا الإنذار الذي يوجهه لنا الدولار.. وإلا سنصل إلى أسوأ كابوس يطاردنا.. الانهيار!!

ليست هناك تعليقات: