20 أغسطس 2012

الشعب لن يقبل

حالة من القلق تنتاب العديد من القوى السياسية و بعض فئات الشعب من الصعود المتنامي لجماعة الاخوان المسلمين و التي بدأت تظهر و تتبلور بوضوح في جهاز الاعلام الذي قرر الرئيس مرسي أن يضع على رأسه أحد وجوه الاخوان و هو الصحفي صلاح عبد المقصود , و هذا القلق شئ عادي و طبيعي في بلد عاش لعقود تحت هيمنة الحزب الواحد و يجب أن يدرك و يستوعب الرئيس مرسي هذا القلق و يزيل عنه الضباب و يستبدل هذا القلق بطمأنينة و استقرار و سياسة أكثر شفافية و صراحة , و ليتوقف هذا الصراع السياسي فوراً و ليقتنع الجميع بأن مصر تحتاج الى البناء , و يجب العلم بأن الرئيس المنتخب محمد مرسي سيكون هو المسئول أمام الله و أمام الشعب عن اختياراته و سياساته , كما يجب ألا نتسرع في الحكم على النظام الجديد قبل أن يكتمل المشهد السياسي بالانتهاء من كتابة الدستور و الذي من خلاله نستطيع تحديد شكل المرحلة المقبلة و هل ستكون مدة الرئيس محددة بثماني أو عشر سنوات كحد أقصى أم ستكون مطلقة كما كان في النظام السابق و هل سيكون هناك مواد تدعم حرية التعبير و حرية الاعتقاد و حماية الأقليات و صلاحيات الرئيس و صلاحيات السلطات الثلاثة و غير ذلك .. لذا أدعو الجميع الى التأني في الحكم على الدستور الجديد المنتظر سواء بالقبول أو الرفض لأنه هو عصب و قلب و أساس الحياة السياسية في المرحلة المقبلة , و ليعلم الجميع بأن الشعب المصري لن يقبل أن يخضع لأي نظام ديكتاتوري أخر تحت أي مسمى و أي شكل سواء كان رأسمالياً أو اشتراكياً أو دينياً , فالشعب الذي ذاق لذة حرية التعبير و الوقوف في طوابير الانتخابات و مدى سعادة المواطن بكونه أصبح فاعلاً في صناعة القرار بعد عقود من التهميش و القمع كل هذا سيجعله يدافع بكل ما يملك من قوة عن كرامته و حريته .. و لا يغرنكم حلم الحليم فالشعب المصري كالجمل يصبر و يصبر ثم يثور كالبركان , و لا تعلوا في الأرض فيصيبكم ما أصاب الرئيس السابق مبارك من خزي و سجن .. استقيموا يرحمكم الله .