21 فبراير 2013

المخادعون

حقاً .. لقد خدعونا جميعاً , بعد أن ساندهم الكثير منا ووقف بجوارهم سواء ضد قمع نظام مبارك لهم قبل الثورة أو في إنتخابات البرلمان حيث إنخدع الكثير من أبناء الشعب بشعاراتهم الزائفة و دعواهم أنهم "بتوع ربنا" , ثم كانت الخدعة الكبرى بعد أن وصل أحدهم إلى قصر الرئاسة ليكمل مشروع "الأخونة" و التمكين للجماعة المتلهفة للسلطة , لقد سار نظام الإخوان على نفس نهج نظام مبارك و ربما أسوء , الرئيس مرسي ليس هو الرئيس الفعلي لمصر , و إلا فلماذا إجتمع خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان مع وزير الداخلية و مدير الأمن الوطني منذ أيام ؟!! .. ما هي صفة خيرت الشاطر وما هو منصبه التنفيذي في الدولة حتى يجتمع بمسئولين على هذه الدرجة من الحساسية و الأهمية ؟!! , لقد إنكشف كل شئ و أصبح المصريون يدركون الخدعة جيداًَ.. مصر أصبحت عزبة في يد جماعة الإخوان تماماً كما كان يفعل الحزب الوطني سابقاً , عزبة يديرها الإخوان وفقاً لمصلحتهم الخاصة و ليس لمصلحة الوطن و الشعب  و يستخدمون في ذلك كل السبل حتى لو وصل الأمر إلى تعريض إقتصاد و أمن الوطن و المواطنين للخطر .. حتى لو وصل الأمر إلى إستخدام و توظيف الدين لتمرير قرارات و قوانين تريدها الجماعة , بل حتى لو وصل الأمر إلى تعذيب و سحل و قتل المتظاهرين العزل ... لقد سقط القناع و أصبح كل شئ الأن واضحاً وضوح الشمس , إن نظام الإخوان لا يملك خطة لإنقاذ البلاد من أزماتها السياسية و الإقتصادية و الأمنية , لم يعد هناك "مشروع نهضة" , و إنما هناك مشروع "أخونة" يسعى للسيطرة على مفاصل الدولة بأكملها ... ربما يتهمنا البعض بالتسرع في الحكم على نظام لم يمض في الحكم سوى بضعة أشهر , نعم هي بضعة أشهر و لكننا لم نر في هذه الأشهر القلائل أي بادرة أمل أو نجاح , لم نر إلا الفشل و الفساد و الفاشية و الإستبداد و الخداع .. فليسقط المخادعون . 

15 فبراير 2013

الإشتراكية الديموقراطية كنظام حكم .

الإشتراكية مثلاً من أنظمة الحكم الجيدة , و لكني أفضل الإشتراكية الديموقراطية عن الإشتراكية الثورية , و أقصد الإشتراكية التي تستخدم السبل السلمية المشروعة في الوصول إلى الحكم بدلاً من الإشتراكية التي تستخدم العنف في الوصول للحكم و التي غالباً ما تنتهي بالفشل و الإنهيار كما حدث مع الإتحاد السوفييتي السابق و دول أوروبا الشرقية و بعض الأنظمة العربية سواء في مصر أو العراق أو ليبيا أو سوريا .. النظام الإشتراكي الجيد هو الذي يستطيع حصد أصوات الشعب في صناديق الإنتخاب و إقناع الشعب بأن الإشتراكية هي حكم الشعب و حمايته و حماية حقوقه من الإستغلال و أن الدولة في النظام الإشتراكي تحتضن المواطن و تضمن له حق العمل و السكن و العدالة الإجتماعية , و كما أن النظام الإشتراكي الجيد يجب ألا يصل للسلطة بالعنف يجب أيضاً ألا يباشر السلطة بالعنف و الديكتاتورية كما كان الحال في معظم التجارب الإشتراكية السابقة , بل عليه أن يدعم تعدد الأراء و الأحزاب و حرية الصحافة و الإعلام , و هناك عدد من الأنظمة الإشتراكية الناجحة كنظام لولا دا سيلفا في البرازيل و الذي حقق تطوراً ملموساً في الإقتصاد و المجتمع البرازيلي على مدار عشر سنوات و كذلك الصين و التي تنافس كبرى الدول في الصناعة و لكن يعيب النظام الصيني غياب الديموقراطية و تداول السلطة .. على أية حال التجربة الإشتراكية جديرة بالإهتمام و النظر و لكن إذا إندمجت الإشتراكية المنادية بالعدالة الإجتماعية مع الديموقراطية المنادية بحرية الشعوب و تداول السلطة أعتقد أن هذا سيكون نظام حكم مقبول لدى الكثير من الناس .

12 فبراير 2013

عن النظام الذي لم يسقط

لعلك تذكر يوم 11 فبراير 2011 , يوم تنحي مبارك عن الكرسي تحت ضغط شعبي إستمر 18 يوماً متواصلين بعد عناد و إلتصاق بالكرسي إستمر 30 سنة متواصلة , كان بإمكان الرئيس السابق أن يجعل مصر خلال هذه الثلاثين سنة دولة من دول العالم المتقدم كما فعل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الذي تولى منصبه في نفس العام الذي تولى فيه مبارك منصبه , و لكن مبارك لم يفعل و لم يهتم بمستقبل ولا تقدم مصر بل إهتم بمستقبله و منصبه و مستقبل أسرته و حاشيته إلى أن إنتهى الأمر بسقوطه و سقوط نظامه .. هذا ما توقعناه و حسبناه يوم 11 فبراير 2011 , سقط النظام الفاسد المستبد إلى الأبد .. بإمكاننا الأن أن نبني بلداً ديموقراطياً متقدماً , و أن نستبدل الحكومة الفاسدة بأخرى صالحة , ترى من البديل ؟!! .. من الفصيل الذي يمكن أن يحل محل النظام المخلوع ؟!! , الأحزاب كانت محطمة من الضربات الأمنية التي تلقتها طوال فترة النظام السابق .. لا تيار ليبرالي و لا يساري إشتراكي , الجميع أصابه الضعف و الوهن إلا جماعة واحدة .. جماعة إستطاعت رغم الحصار و التضييق من الأنظمة العسكرية السابقة أن تظل قوية متماسكة منظمة لها قاعدتها الشعبية الناشئة عن توغل جمعياتها الخيرية و أنشطتها الدعوية في جذور المجتمع المصري و إن كان الكثيرون يعرفون موقفها المخزي من التحالف مع الأنظمة الإستبدادية سواء مع إسماعيل صدقي باشا جلاد الشعب أو مع السادات أو حتى بتأييدهم لبعض قرارات مبارك و موافقتهم على مشروع التوريث , كما أن هذه الجماعة لها تاريخ مشبوه من الإغتيالات و الأفكار التكفيرية , المهم أن هذه الجماعة إستطاعت أن تجد مكانها في الصدارة بعد الثورة و خدعت الناخبين ببرامج وهمية و شعارات جوفاء ثبت بالدليل القاطع كذبها , هل تستطيع أن تقول لي أين بوادر مشروع النهضة الذي صدعنا به الإخوان ؟!! , أين مشروع النهضة و الفقراء يزدادون عدداً و الإقتصاد يزداد تدهوراً و التبعية و الذل كما هما و الإستبداد و العنف كما هما و الهيمنة و الإحتكار كما هما و الغباء و الفشل كما هما ؟ , كل هذه التساؤلات تقودنا بالضرورة إلى السؤال الهام .. هل سقط النظام الذي هتف المصريون بسقوطه يوم 25 يناير 2011 ؟!! .. هل تغيرت حياة المصريين إلى الأفضل ؟!! , ثم هل العيب في الحكومة أم المعارضة أم الشعب أم جميعهم يتحملون العيب و الخطأ ؟!! .. لاحظ و إدرس ما يحدث على أرض الواقع لعلك تصل إلى إجابة شافية لهذه التساؤلات .

11 فبراير 2013

بساط الإبداع

في رحلتي التي أبحث فيها عن الإبداع و المبدعين و الذين يشعر الواحد معهم و بهم أن الإبداع مستمر و أنه سيظل محلقاً في سماء الحرية رغم أنف أعدائها و سالبيها , و بينما أحلق ببساطي الباحث عن الإبداع فإذا بي ألتقي بشاب في أوائل العشرينيات من عمره و يدعى عصام مجدي هوايته المفضلة كتابة قصائد الشعر الوطنية و الرومانسية , لم أتعامل مع عصام مجدي - والذي تجمعني به صداقة منذ زمن بعيد - كشاب مثل مئات الشباب الذين وهبهم الله نعمة تأليف و كتابة القصائد و الأشعار و الذين يحتاجون إلى كل إهتمام و تشجيع حتى و إن بدت قصائدهم متواضعة الأسلوب و تحتاج إلى معالجة و تهذيب , فبذور الفكرة الجيدة تنمو في مناخ التشجيع و التأهيل .. و إيماناً مني بهذه القاعدة ها أنا أقوم بنشر قصيدة كتبها عصام مجدي في حب مصر :


قومــــــى يا بلد النصــــر
قومى يا مصر وشدى حيلك
حقك هيجيلك هيجيلك
من اللى باعوكى وخانوكى
من اللى كسرو فيكى ونسيوكى
حقك عليا يا غاليا
متزعليش يا ام الدنيا
وقومى يا مصر يا بلد النصر
قومى يا أمى واسندى عليا
وحيات نور عنيه
حقك هيجى من كل خاين فى الأرض ديه
وهتتعمر من تانى بيوتك
وتضحكى من قلبك بعلو صوتك
اه يا أمى يا حته منى 
يا ضى عينى يا قمرى وليلى 
حبك بيجرى فى دمى يا مصر 
هواكى وترابك فده روحى يا بلد النصر