في مثل هذا اليوم , 23 يوليو 1952 خرج الجيش من ثكناته و توغل في مؤسسات الدولة حتى أصبحت الدولة "ثكنة عسكرية" , و لا زالت المحاولات مستمرة من أجل ارجاع الجيش الى ثكناته و استرجاع مدنية الدولة .
بالطبع انتقادنا لثورة 23 يوليو لا يعني أننا ضدها أو ضد مبادئها .. بل على العكس نحن كشعب رحبنا كل الترحيب بمبادئ ثورة يوليو و قلنا أخيراً جاءت ثورة ستنتشلنا من مستنقع الفساد و من استبداد الملكية و من براثن الاقطاع و تكبر و تجبر "الباشوات" .
نحن فقط مستاءون و معترضون و غاضبون من مخالفة ضباط الثورة لمبادئ هذه الثورة .. لقد وعدونا بالحرية فإذا بهم يفتحون أبواب المعتقلات و غياهب السجون ! .. وعدونا بالحياة الكريمة و بانتهاء زمن البوليس السياسي و الحرس الحديدي و غيرها من أجهزة القمع الملكية فإذا بهم يستبدلون كل هذه الأجهزة بأمن الدولة و المخابرات ! .. وعدونا بالديموقراطية و التعددية فإذا بهم يخادعوننا و لا نجد الا أنظمة ديكتاتورية الحاكم فيها عبارة عن فرعون مستبد يجمع كل الصلاحيات في قبضته بعد أن كانت مصر تعيش حياة حزبية نيابية قبل 23 يوليو , و الغريب أنه كان يتم اقصاء و تهميش كل العسكريين الذين نادوا بالمدنية و الديموقراطية أمثال الرئيس الأول لمصر اللواء محمد نجيب و الفريق سعد الدين الشاذلي ! .. و ها هو الأن النظام العسكري - الذي أحسب أنه في أيامه الأخيرة - في ظل وجود أول رئيس مدني منتخب و مع ذلك لا زال العسكر يحتفظون بأكبر السلطات و يجعلون شرعية الدبابة فوق شرعية صندوق الانتخابات .. لقد خرج الجيش من ثكناته في 23 يوليو ليطيح بنظام ملكي فاسد و لكن الجيش لم يعد الى ثكناته حتى الأن و لم يرفع الجنرالات أيديهم عن ارادة الشعب و اختياره الحر .. ربما هو الخوف و ان شئت الدقة "التخويف" أو ايهام الأخرين بأن هذا التدخل يتم من أجل الحفاظ على النظام الجمهوري و لكننا نقول أن الشعب قادر على حماية اختياره و لن يسمح لأي فصيل أو أي أحد بتغيير هوية الدولة أو العبث بالنظام الجمهوري المدني الديموقراطي .. لا تبحثوا أيها الجنرالات عن حجج واهية ضعيفة مكشوفة تجعلكم تحتفظون بأوسع الصلاحيات و أكبر الغنائم و المكاسب .. عودوا الى ثكناتكم و اهتموا بأمور الجيش و تأمين البلاد أفضل من البحث عن المكاسب و المتاعب .
بالطبع انتقادنا لثورة 23 يوليو لا يعني أننا ضدها أو ضد مبادئها .. بل على العكس نحن كشعب رحبنا كل الترحيب بمبادئ ثورة يوليو و قلنا أخيراً جاءت ثورة ستنتشلنا من مستنقع الفساد و من استبداد الملكية و من براثن الاقطاع و تكبر و تجبر "الباشوات" .
نحن فقط مستاءون و معترضون و غاضبون من مخالفة ضباط الثورة لمبادئ هذه الثورة .. لقد وعدونا بالحرية فإذا بهم يفتحون أبواب المعتقلات و غياهب السجون ! .. وعدونا بالحياة الكريمة و بانتهاء زمن البوليس السياسي و الحرس الحديدي و غيرها من أجهزة القمع الملكية فإذا بهم يستبدلون كل هذه الأجهزة بأمن الدولة و المخابرات ! .. وعدونا بالديموقراطية و التعددية فإذا بهم يخادعوننا و لا نجد الا أنظمة ديكتاتورية الحاكم فيها عبارة عن فرعون مستبد يجمع كل الصلاحيات في قبضته بعد أن كانت مصر تعيش حياة حزبية نيابية قبل 23 يوليو , و الغريب أنه كان يتم اقصاء و تهميش كل العسكريين الذين نادوا بالمدنية و الديموقراطية أمثال الرئيس الأول لمصر اللواء محمد نجيب و الفريق سعد الدين الشاذلي ! .. و ها هو الأن النظام العسكري - الذي أحسب أنه في أيامه الأخيرة - في ظل وجود أول رئيس مدني منتخب و مع ذلك لا زال العسكر يحتفظون بأكبر السلطات و يجعلون شرعية الدبابة فوق شرعية صندوق الانتخابات .. لقد خرج الجيش من ثكناته في 23 يوليو ليطيح بنظام ملكي فاسد و لكن الجيش لم يعد الى ثكناته حتى الأن و لم يرفع الجنرالات أيديهم عن ارادة الشعب و اختياره الحر .. ربما هو الخوف و ان شئت الدقة "التخويف" أو ايهام الأخرين بأن هذا التدخل يتم من أجل الحفاظ على النظام الجمهوري و لكننا نقول أن الشعب قادر على حماية اختياره و لن يسمح لأي فصيل أو أي أحد بتغيير هوية الدولة أو العبث بالنظام الجمهوري المدني الديموقراطي .. لا تبحثوا أيها الجنرالات عن حجج واهية ضعيفة مكشوفة تجعلكم تحتفظون بأوسع الصلاحيات و أكبر الغنائم و المكاسب .. عودوا الى ثكناتكم و اهتموا بأمور الجيش و تأمين البلاد أفضل من البحث عن المكاسب و المتاعب .