19 مارس 2012

يا اخوان .. لا تخدعونا أكثر من ذلك

لو كان الاخوان جادين في أن يكون الدستور ممثلاً لكل أطياف الشعب لكانوا طالبوا منذ عام(بالدستور أولاً) كما طالبت بذلك باقي القوى السياسية , لكنهم أصروا على أن تكون الانتخابات أولاً و حشدوا البسطاء ليقولوا (نعم) على ترقيع دستور 71 الذي أسقطته الثورة و لعبوا على وتر (الاستقرار) و استطاعوا بذلك أن يستقطبوا الطبقة الشعبية , بالاضافة الى تحالفهم مع المجلس العسكري ضد باقي القوى السياسية , و كل هذا حتى يحتكروا وضع الدستور أو - على الأقل - يكون لهم نصيب الأسد في وضعه , يجب على جماعة الاخوان أن تتوقف عن هذه المراوغات و تفسح المجال لباقي الأطياف و القوى السياسية و جميع فئات المجتمع ليشارك الجميع في وضع أول دستور ديموقراطي .. ان الشارع المصري الذي سحب البساط من تحت أقدام مبارك و حزبه و زبانيته قادر على أن يفعل ذلك أيضاً مع كل من يخدع الشعب أو يتاجر بأحلامه و يركب موجة ثورته .

6 مارس 2012

هو و المساء (قصة قصيرة)

حقاً .. صاحبنا لا يعرف قصته مع المساء , فلو كان المساء انساناً لقام صاحبنا بعرضه على طبيب نفسي ليشرح له عوامل (الكاريزما) التي تجعله ينجذب اليه و ينتظره من يوم الى يوم .. ربما النجوم المتلألأة في السماء هي سبب عشقه للمساء , ربما ذلك الهدوء و السكون بعد أن يغلق أهل الحي دكاكينهم و مصادر أرزاقهم ليخلدوا الى النوم هو السبب .. ربما النوم هو أحد أسرار عشقه للمساء .. و لربما محبوبته المغمورة التي لا تزال في عالم الغيب هي السبب , فهو حتى الأن لم يفتح قلبه لإحداهن .. ربما لأنه يعتقد بأن رياح الحب هي التي تأتي لتدق باب القلب دون أي اجتهاد منا أو سعي نحو تحصيلها و الاتيان بها في سويداء القلب .. المهم أن هناك علاقة وئام بينه و بين المساء , فما أن يبدأ قرص الشمس في المغيب حتى يجلس صاحبنا في (البلكونة) , مستقبلاً نسمات الهواء الصافية , و كوب القهوة الساخن الذي تعده له شقيقته الصغرى قبل أن يقول لها في شكر و امتنان : "تسلم الأيادي" .. يعود صاحبنا الى انسجامه مع المساء , ينظر الى الشارع , ها هي أقدام ما بقي من المارة تغدو و تروح أتيين بالعشاء لأولادهم أو عائدين للتو من عمل شاق تصبب فيه عرقهم و لا سبيل الا (حمام ساخن منعش ثم فراش وثير مريح لتبدأ رحلة النوم) , الست نحمده توبخ ابنتها التي عادت للتو في هذه الساعة المتأخرة : "كنتي فين يا مقصوفة الرقبة ؟" , و من بعيد كان مجموعة من (عواطلية المنطقة) يتسكعون على جانب الطريق فتمر عربة ميكروباص و ينزل منها المعاون و أمناء الشرطة و يسبون العواطلية قبل أن يدفعوهم دفعاً داخل الميكروباص : "اركب ياض يا ابن الـ......" , كل هذه المشاهد رصدها صاحبنا الذي ظل شارد الذهن و مشتت الفكر حتى جاءه صوت والده من خلفه : "انت لسة صاحي !" ... يسقط الفنجان من يد صاحبنا , الغريب أنه لم ينتبه لذلك و لم يهتم أصلاً , بل ظل يفكر في لغز المساء .. "لماذا لا تحدث كل هذه المشاهد الا في المساء ؟!!" , "و ما سر اعجابي بالمساء ؟!!" , احتار صاحبنا حتى تساءل : "أأنا اللغز أم المساء؟!!" .. و لم يعثر عقله على الاجابة الشافية .