19 فبراير 2022

عيب يا إبراهيم.. يا إبراهيم عيب!!

 

في يوم من الأيام.. وفي سالف العصر والأوان.. كان «دراويش إبراهيم عيسى» يعتبرونه «بطلا شعبيا»، فهو كان من بين قلة قليلة تبارز نظام مبارك وتجنِّد الأقلام المعارضة لهذا النظام وتستكتبها على صفحات الجريدة التي نجح النظام في ما بعد في استئناسها وكسر شوكتها وضمها إلى صفوف «الصحافة الأليفة».

ولكن ها هو «إبراهيم» يترنح، ويحتل «التريند»، الذي لم يكن موجودا عندما كان «بطلا شعبيا»، وهذه المرة ابتعد «إبراهيم» عن البطولة، ليقف في قفص المتهم بازدراء الأديان، وتلاحقه البلاغات وموجات الغضب العارمة.

إن تشكيك إبراهيم عيسى في واقعة المعراج، ومن قبله الحجاب والصيام، وغيرها من الجدليات التي احترف الخوض فيها، جعلت صورته تهتز وتتشوه عند الشعب المصري المتدين، الذي يقدس الثوابت الدينية وعلماء الدين، خصوصا أن «عيسى» لم يقدم أي دليل على تشكيكاته وادعاءاته واكتفى فقط بإطلاق التصريحات محدثا الجدل والغضب!!

رأيت إبراهيم عيسى في عام 2010 مشاركا بإحدى الندوات المعارضة لنظام مبارك بنقابة الصحفيين، كان بشوش الوجه ولا يعرف «التكشير»، لم يكن مزعجا للرأي العام على هذا النحو الذي صار عليه الآن.. هل لم تكن طباعه وأفكاره الحقيقية واضحة إلينا أو لبعضنا بشكل كافٍ؟

إننا في ظل مواجهتنا لفيروس كورونا القاتل الذي يخطف من بيننا العشرات يوميا، وفي ظل الأحوال المعيشية الصعبة، لا نتحمل أيضا هذه السموم الفكرية التي يطلقها إبراهيم عيسى، الذي يتوهم أنه بذلك يحقق الذيوع والانتشار، ولكن أي ذيوع وأي انتشار هذا الذي يضرب معتقدات الناس ويسيء إليها ويستخف بها؟.. عيب يا إبراهيم.. يا إبراهيم عيب!!

أخيرا وليس آخرا، إذا كان إبراهيم عيسى يُحدث الجدل ويشكك ويطعن دون دليل موثق، ففي الوقت ذاته يجب على المواطنين التفقه في دينهم والبحث فيه وفهمه بشكل معتدل وجيد حتى يصنعوا دروعا قوية ضد هذه الهجمات والهدمات الفكرية المسمومة.