18 ديسمبر 2012

قبل أن تترحموا على النظام السابق


"حرام عليكم خربتوا البلد" .. "البلد كان فيها إستقرار و أمن و أمان" .. "فين أيامك يا حسني" ..... عبارات أصبحنا نسمعها كثيراً من البسطاء من الشعب سواء في طوابير العيش أو في وسائل المواصلات أو في الشوارع أو غير ذلك بعد أن شعروا بأن ثورة يناير لم تحقق أهدافها حتى الأن في العيش الكريم و العدالة الإجتماعية و خاصة مع تزايد حالة الإنفلات الأمني و شعور المواطن بالقلق على حياته و مستقبل أبنائه , و من هنا يجب علينا أن ننشر الوعي بين هؤلاء "المساكين" الذين يحكمون على الأمور بشكل سطحي و يجب أن نقول لهم أن الخطأ ليس في الثورة بالطبع , فالثورة هدفها نبيل و وطني و هو إنقاذ مصر من فساد و إستبداد نظام مبارك و أي نظام أخر يحاول الإستبداد مرة أخرى , و لكن الخطأ فيمن تولوا إدارة المرحلة الإنتقالية و إدارة البلاد بعد الثورة سواء المجلس العسكري الذي ترك الإنفلات الأمني يزداد و ترك البلاد في حالة اضطراب سياسي و فراغ دستوري أو سواء جماعة الإخوان التي وصلت لسدة الحكم عبر الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية و لكنها قررت السير على نهج النظام السابق من حيث الإستحواذ على كل شئ حتى وضع الدستور الذي هو حق للأمة بكل طوائفها أو من حيث تشويه المعارضة و إتهامهم بالعمالة و بمعاداة الدين و بالفلولية أو من حيث إرهاب الإعلام و تكميم الأفواه , بالإضافة إلى أن جماعة الإخوان لم تستطع حتى الأن كسب ثقة مؤسسات الدولة سواء الجيش أو الشرطة أو الإعلام أو القضاء و لم تستطع توصيل رسالة طمأنة لهؤلاء بأن الجماعة لا تسعى لأخونتهم - كما يتردد في الأوساط السياسية و الإعلامية - مما يزيد الأمر سوءاً و يجعل مؤسسات الدولة تشعر بالخوف من أهداف الجماعة الخفية المفتقدة للشفافية و الصراحة و بالتالي لا تتعاون معها و بالتالي تتعطل البلد ... إذن فالثورة لا ذنب لها إطلاقاً في هذا الإضطراب , و بالتالي نظام مبارك لا يستحق منا الترحم و لا الشفقة أبداً لأنه كان نظاماً فاسداً و إلا فلماذا قامت عليه الثورة ؟!! , لا داعي بأن أذكرك أن نظام مبارك سرقني و سرقك و خصخص معظم الشركات فشرد الألاف من العمال و خرب بيوتهم , لا داعي بأن أذكرك و أنت تعلم أن نظام مبارك إحتكر السلطة لمدة 30 عاماً بمساندة قانون الطوارئ و عصا الأمن دون أن يحقق أي نهضة أو تقدم لبلد كان قبل عصر مبارك في مستوى دول متقدمة الأن كماليزيا و كوريا الجنوبية اللتان سبقتانا الأن بمراحل , لا داعي أن أذكرك بأن نظام مبارك جلب لنا الأمراض المزمنة كالفشل الكلوي و أمراض الكبد بسبب وزير زراعته يوسف والي الذي لم يكن ليحاكم أبداً لولا سقط مبارك و عصابته , لا داعي بأن أذكرك بأنه لولا فضل الله ثم هذه الثورة لكان من المحتمل جداً أن ترى صورة "الرئيس جمال مبارك" في المدارس و أقسام الشرطة و المصالح الحكومية كخليفة لأبيه مبارك ... إعلم جيداً أننا نحن المصريين من قمنا بهذه الثورة و خلعنا مبارك و نظامه بإختيارنا و إرادتنا الحرة و لم نخلعه بتدخل أجنبي و لا بإنقلاب عسكري , و علينا أن نمضي معاً لتحقيق أهداف ثورتنا و ألا نسمح أبداً لأي فصيل سياسي أن يسرق ثورتنا أو يكتبها بإسمه و ينسبها لنفسه أو يسير على نهج النظام السابق , و إلا فسينتظره أسوأ مصير و أقبح مكان في التاريخ مهما كانت قوته و سطوته طالما أنه فاسد مستبد , و الله معنا بإذن الله .

8 ديسمبر 2012

سيادة الرئيس .. استيقظ قبل فوات الأوان

إنها اللعبة الأمريكية الصهيونية التي لا تتغير مهما اختلف المكان و الزمان و الأشخاص , حيث تصنع أمريكا الديكتاتوريات و تجني منها مصلحتها ثم تسحقها و تتبرأ منها في نهاية الأمر , كمثل الشيطان عندما يتبرأ من المذنب بعد أن يغرقه في الذنب .. راجع ما حدث مع نظام صدام حسين في العراق عندما ساندته أمريكا في حربه مع ايران ثم سحقته هو و بلاده في عام 2003 , و أنظر كيف دعمت أمريكا أسامة بن لادن لإسقاط الإتحاد السوفييتي ثم اعتبرته أول ارهابي في العالم و قتلته بعد أن جنت مصلحتها منه , ثم نظام مبارك الذي ترعرع في أحضان أمريكا التي كانت تعتبره "شريكاً استراتيجياً" و ما إن قامت ثورة يناير تبرأت منه و تخلت عنه عندما وجدت أن الكرة في ملعب الإخوان , و ها هي تصنع من مرسي طاغوتاً جديداً و تجعل من الرجل الذي لم يمضي على حكمه سوى بضعة أشهر (أهم شخصية في الشرق الأوسط) و عندما 
تأتي اللحظة المناسبة و تنتهي المصلحة الضيقة ستجهز أمريكا على مرسي شأنه شأن غيره , هذا إذا لم ينتبه و يستيقظ و يتوقف عن السير في هذا الطريق المظلم مستهيناً بإرادة شعبه و بهذه الدماء و الأرواح التي تذهب هباءاً متوهماً أن جماعته أو أي قوة خارجية أو داخلية ستنفعه , يا سيادة الرئيس .. إن مبارك لم ينفعه حزبه ولا حلفاؤه الخارجيين و صدام لم ينفعه بعثه ولا فدائيوه و القذافي لم ينفعه مرتزقته الذين جلبهم من أفريقيا و أمريكا اللاتينية و هتلر لم ينفعه حزبه النازي .. أنا على استعداد أن أذكرك بنهاية جميع الأنظمة الاستبدادية التي مهما طالت و مهما ظنت أنها قوية سقطت و هوت و أصبحت مجرد صفحات في كتب التاريخ .. سيادة الرئيس .. استيقظ قبل فوات الأوان .