عندما كنا أطفالا صغارا كانت إجابتنا عن هذا السؤال تلقائية وبريئة وحالمة، «نفسي أطلع ظابط.. طيار.. دكتور.. مهندس.. مذيع»، كنا نتخيل أن الطريق إلى كل هؤلاء سهل، فقط سننام ونستيقظ لنجد أنفسنا نرتدي بالطو الطبيب أو بذلة الضابط أو قبعة المهندس الصفراء أو نقف أمام كاميرات المذيع، ثم نفاجأ بأن كلا منا يستقل قاربا بمفرده في بحر الحياة، ومنا من يصارع الأمواج ويصل إلى حلمه، ومنا من يغرق، ومنا من يغيِّر وجهته!
الذين وقفوا بين هذا وذاك.. بين تحقيق الحلم والغرق في بحر الحياة.. بين النجاح والفشل.. أصابهم الشتات، هؤلاء إما لم يرسموا هدفهم من البداية أو لم يتمكنوا من الوصول إلى الهدف الذي رسموه، فحينئذ لا يجدون سوى الطموح العام المشترك الذي يبحث عنه السواد الأعظم من الناس، وهو «السعادة والحب».
وأنت تبحث عن «السعادة» ستجد نفسك تسلك طرقا عديدة للنجاح.. تفوقك في عملك أو على الأقل استقرارك فيه هو بمثابة نجاح يبعث على «السعادة».. إتقانك لمهارة جديدة هو تحقيق جديد لهدفك الأسمى «السعادة».. التزامك الديني المعتدل هو أيضا «سعادة».. الحصول على وزن مثالي وحالة صحية جيدة هو نوع من «السعادة».. نجاحك في كتابة مقالة أو قصة قصيرة باسمك هو «سعادة».
الحب أيضا يصنع السعادة، وهي أيضا تصنعه، فالإنسان السعيد يكون أكثر انفتاحا للحياة ولأحد أهم مباهجها وأرواحها وهو «الحب»، فالإنسان قد يكون طموحه في الحياة البحث عن حب صحي وحقيقي ودائم، مثل حب الله سبحانه وتعالى، الذي هو بالطبع أسمى وأرقى أنواع الحب وبه يشعر الإنسان بالأمان وينال مكاسب الدنيا والآخرة، فالحب يجعل الإنسان يرى الحياة بنظرة تفاؤلية يستطيع من خلالها تحقيق قفزات إيجابية عديدة.