20 نوفمبر 2021

عن طموح الحب والسعادة

 من أصعب الأسئلة على معظم الناس «ما هو طموحك في الحياة؟»، ولأن الإنسان بطبعه يريد الحصول على كل شيء وفي أسرع وقت ممكن فربما يعجز عن الإجابة على هذا السؤال.

عندما كنا أطفالا صغارا كانت إجابتنا عن هذا السؤال تلقائية وبريئة وحالمة، «نفسي أطلع ظابط.. طيار.. دكتور.. مهندس.. مذيع»، كنا نتخيل أن الطريق إلى كل هؤلاء سهل، فقط سننام ونستيقظ لنجد أنفسنا نرتدي بالطو الطبيب أو بذلة الضابط أو قبعة المهندس الصفراء أو نقف أمام كاميرات المذيع، ثم نفاجأ بأن كلا منا يستقل قاربا بمفرده في بحر الحياة، ومنا من يصارع الأمواج ويصل إلى حلمه، ومنا من يغرق، ومنا من يغيِّر وجهته!

الذين وقفوا بين هذا وذاك.. بين تحقيق الحلم والغرق في بحر الحياة.. بين النجاح والفشل.. أصابهم الشتات، هؤلاء إما لم يرسموا هدفهم من البداية أو لم يتمكنوا من الوصول إلى الهدف الذي رسموه، فحينئذ لا يجدون سوى الطموح العام المشترك الذي يبحث عنه السواد الأعظم من الناس، وهو «السعادة والحب».

وأنت تبحث عن «السعادة» ستجد نفسك تسلك طرقا عديدة للنجاح.. تفوقك في عملك أو على الأقل استقرارك فيه هو بمثابة نجاح يبعث على «السعادة».. إتقانك لمهارة جديدة هو تحقيق جديد لهدفك الأسمى «السعادة».. التزامك الديني المعتدل هو أيضا «سعادة».. الحصول على وزن مثالي وحالة صحية جيدة هو نوع من «السعادة».. نجاحك في كتابة مقالة أو قصة قصيرة باسمك هو «سعادة».

الحب أيضا يصنع السعادة، وهي أيضا تصنعه، فالإنسان السعيد يكون أكثر انفتاحا للحياة ولأحد أهم مباهجها وأرواحها وهو «الحب»، فالإنسان قد يكون طموحه في الحياة البحث عن حب صحي وحقيقي ودائم، مثل حب الله سبحانه وتعالى، الذي هو بالطبع أسمى وأرقى أنواع الحب وبه يشعر الإنسان بالأمان وينال مكاسب الدنيا والآخرة، فالحب يجعل الإنسان يرى الحياة بنظرة تفاؤلية يستطيع من خلالها تحقيق قفزات إيجابية عديدة.

5 نوفمبر 2021

دروس مستفادة من جريمة الإسماعيلية


«من السموم الناقعات دواء».. لعل بيت الشعر هذا يعبر عن الفوائد الكامنة في أخطر الأشياء وهي السموم، وجريمة مثل جريمة الإسماعيلية البشعة رغم ما فيها من وحشية ورغم أنها جريمة فريدة من نوعها لم يسبق لها مثيل، وبمثابة تطور خطير في عالم الجريمة وتغير مرعب ومخيف وغريب في الجينات المصرية المسالمة، إلا أن هناك بعض العبر والدروس التي يمكن الاستفادة بها من هذه الجريمة.

«المخدرات هي أم الجرائم وأم الكبائر»، فكل ما يُذهب عقل الإنسان ويجعل منه مسخا أو مستذئبا هو خطر كبير جدا يجب مواجهته بكل قوة، هذه السموم التي تجد طريقها إلى عقول الشباب عبر حدود مصر المختلفة هي قنابل موقوتة ستجعلنا نعيش غير آمنين، وربما أحدنا يلقى مصير هؤلاء الضحايا الذين راحوا على يد مدمنين مغيبين، كما حدث في جريمة الإسماعيلية، حيث كان المتهم تحت تأثير مخدر «الشابو».

«لا تثق بالناس تمام الثقة ولا تنتظر منهم شيئا»، وهذا المبدأ ليس دعوة مني للانعزال والانغلاق عن العالم أو لكراهية الناس، وإنما هي دعوة عقلانية بوقف «العشم المفرط»، فها هو ضحية جريمة الإسماعيلية قُتل وقُطع رأسه أمام عشرات من البشر الذين شوهد بعضهم وهم يلتقطون صورا للجريمة بمنتهى البرود وكأنهم في حفل زفاف أو افتتاح مطعم!

«الأمل موجود حتى آخر لحظة»، فرغم أن معظم الناس وقفوا متفرجين أو مصورين للجريمة البشعة إلا أن بعضهم استيقظ من غفلته وحاول السيطرة على المجرم فأصيب بعضهم نتيجة ضربات طائشة من هذا السفاح، ونجح الحشد أخيرا في إسقاط المجرم وتسليمه للشرطة، ولكن بعد فوات الأوان، حيث تخاصمت رقبة الضحية مع جسده وأصبح كل منهما في طريق، وفارقت روحه جسده.

الجزء الغامض في الجريمة حتى كتابة هذه السطور هو سبب ارتكاب هذه البشاعة المفرطة، البعض قال إنه الثأر أو الانتقام من الضحية، والبعض قال إن القاتل غير متزن نفسيا وهو ما نفته تحقيقات النيابة التي قالت إن المتهم بدت تصرفاته طبيعية ومتزنة خلال التحقيقات، وهنا نتعلم درسا آخر بألا نصدق جميع ما يقال لنا وننتظر حتى اكتمال صور الحقيقة كاملة.