18 ديسمبر 2012

قبل أن تترحموا على النظام السابق


"حرام عليكم خربتوا البلد" .. "البلد كان فيها إستقرار و أمن و أمان" .. "فين أيامك يا حسني" ..... عبارات أصبحنا نسمعها كثيراً من البسطاء من الشعب سواء في طوابير العيش أو في وسائل المواصلات أو في الشوارع أو غير ذلك بعد أن شعروا بأن ثورة يناير لم تحقق أهدافها حتى الأن في العيش الكريم و العدالة الإجتماعية و خاصة مع تزايد حالة الإنفلات الأمني و شعور المواطن بالقلق على حياته و مستقبل أبنائه , و من هنا يجب علينا أن ننشر الوعي بين هؤلاء "المساكين" الذين يحكمون على الأمور بشكل سطحي و يجب أن نقول لهم أن الخطأ ليس في الثورة بالطبع , فالثورة هدفها نبيل و وطني و هو إنقاذ مصر من فساد و إستبداد نظام مبارك و أي نظام أخر يحاول الإستبداد مرة أخرى , و لكن الخطأ فيمن تولوا إدارة المرحلة الإنتقالية و إدارة البلاد بعد الثورة سواء المجلس العسكري الذي ترك الإنفلات الأمني يزداد و ترك البلاد في حالة اضطراب سياسي و فراغ دستوري أو سواء جماعة الإخوان التي وصلت لسدة الحكم عبر الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية و لكنها قررت السير على نهج النظام السابق من حيث الإستحواذ على كل شئ حتى وضع الدستور الذي هو حق للأمة بكل طوائفها أو من حيث تشويه المعارضة و إتهامهم بالعمالة و بمعاداة الدين و بالفلولية أو من حيث إرهاب الإعلام و تكميم الأفواه , بالإضافة إلى أن جماعة الإخوان لم تستطع حتى الأن كسب ثقة مؤسسات الدولة سواء الجيش أو الشرطة أو الإعلام أو القضاء و لم تستطع توصيل رسالة طمأنة لهؤلاء بأن الجماعة لا تسعى لأخونتهم - كما يتردد في الأوساط السياسية و الإعلامية - مما يزيد الأمر سوءاً و يجعل مؤسسات الدولة تشعر بالخوف من أهداف الجماعة الخفية المفتقدة للشفافية و الصراحة و بالتالي لا تتعاون معها و بالتالي تتعطل البلد ... إذن فالثورة لا ذنب لها إطلاقاً في هذا الإضطراب , و بالتالي نظام مبارك لا يستحق منا الترحم و لا الشفقة أبداً لأنه كان نظاماً فاسداً و إلا فلماذا قامت عليه الثورة ؟!! , لا داعي بأن أذكرك أن نظام مبارك سرقني و سرقك و خصخص معظم الشركات فشرد الألاف من العمال و خرب بيوتهم , لا داعي بأن أذكرك و أنت تعلم أن نظام مبارك إحتكر السلطة لمدة 30 عاماً بمساندة قانون الطوارئ و عصا الأمن دون أن يحقق أي نهضة أو تقدم لبلد كان قبل عصر مبارك في مستوى دول متقدمة الأن كماليزيا و كوريا الجنوبية اللتان سبقتانا الأن بمراحل , لا داعي أن أذكرك بأن نظام مبارك جلب لنا الأمراض المزمنة كالفشل الكلوي و أمراض الكبد بسبب وزير زراعته يوسف والي الذي لم يكن ليحاكم أبداً لولا سقط مبارك و عصابته , لا داعي بأن أذكرك بأنه لولا فضل الله ثم هذه الثورة لكان من المحتمل جداً أن ترى صورة "الرئيس جمال مبارك" في المدارس و أقسام الشرطة و المصالح الحكومية كخليفة لأبيه مبارك ... إعلم جيداً أننا نحن المصريين من قمنا بهذه الثورة و خلعنا مبارك و نظامه بإختيارنا و إرادتنا الحرة و لم نخلعه بتدخل أجنبي و لا بإنقلاب عسكري , و علينا أن نمضي معاً لتحقيق أهداف ثورتنا و ألا نسمح أبداً لأي فصيل سياسي أن يسرق ثورتنا أو يكتبها بإسمه و ينسبها لنفسه أو يسير على نهج النظام السابق , و إلا فسينتظره أسوأ مصير و أقبح مكان في التاريخ مهما كانت قوته و سطوته طالما أنه فاسد مستبد , و الله معنا بإذن الله .

8 ديسمبر 2012

سيادة الرئيس .. استيقظ قبل فوات الأوان

إنها اللعبة الأمريكية الصهيونية التي لا تتغير مهما اختلف المكان و الزمان و الأشخاص , حيث تصنع أمريكا الديكتاتوريات و تجني منها مصلحتها ثم تسحقها و تتبرأ منها في نهاية الأمر , كمثل الشيطان عندما يتبرأ من المذنب بعد أن يغرقه في الذنب .. راجع ما حدث مع نظام صدام حسين في العراق عندما ساندته أمريكا في حربه مع ايران ثم سحقته هو و بلاده في عام 2003 , و أنظر كيف دعمت أمريكا أسامة بن لادن لإسقاط الإتحاد السوفييتي ثم اعتبرته أول ارهابي في العالم و قتلته بعد أن جنت مصلحتها منه , ثم نظام مبارك الذي ترعرع في أحضان أمريكا التي كانت تعتبره "شريكاً استراتيجياً" و ما إن قامت ثورة يناير تبرأت منه و تخلت عنه عندما وجدت أن الكرة في ملعب الإخوان , و ها هي تصنع من مرسي طاغوتاً جديداً و تجعل من الرجل الذي لم يمضي على حكمه سوى بضعة أشهر (أهم شخصية في الشرق الأوسط) و عندما 
تأتي اللحظة المناسبة و تنتهي المصلحة الضيقة ستجهز أمريكا على مرسي شأنه شأن غيره , هذا إذا لم ينتبه و يستيقظ و يتوقف عن السير في هذا الطريق المظلم مستهيناً بإرادة شعبه و بهذه الدماء و الأرواح التي تذهب هباءاً متوهماً أن جماعته أو أي قوة خارجية أو داخلية ستنفعه , يا سيادة الرئيس .. إن مبارك لم ينفعه حزبه ولا حلفاؤه الخارجيين و صدام لم ينفعه بعثه ولا فدائيوه و القذافي لم ينفعه مرتزقته الذين جلبهم من أفريقيا و أمريكا اللاتينية و هتلر لم ينفعه حزبه النازي .. أنا على استعداد أن أذكرك بنهاية جميع الأنظمة الاستبدادية التي مهما طالت و مهما ظنت أنها قوية سقطت و هوت و أصبحت مجرد صفحات في كتب التاريخ .. سيادة الرئيس .. استيقظ قبل فوات الأوان .

18 نوفمبر 2012

الدرس انتهى لموا الكراريس .

حادث تصادم الحافلة الذي راح ضحيته عشرات التلاميذ أعاد الى أذهاننا مذبحة بحر البقر التي راح ضحيتها تلاميذ أيضاً عندما قام الطيران الاسرائيلي بقصف مدرسة بحر البقر في ابريل 1970 أثناء حرب الاستنزاف و وقتها كتب الشاعر الكبير صلاح جاهين قصيدة شهيرة بعنوان (الدرس انتهى لموا الكراريس) , مع الفارق بأن العدو وقتها كان "اسرائيل" أما عدو اليوم فهو "الاهمال" الذي أصبح و كأنه شئ عادي أو مجرد ذنب صغير لا يحتاج من مقترفه أو مرتكبه الا مجرد الاعتذار فقط (هذا ان كان يعتذر أصلاً) , مع أن الاهمال هو أبو الكوارث , و كنت أسمع من أبي حكمة أن (بيت المهمل خرب قبل بيت الظالم) , فبسبب الاهمال و عدم التحلي بالضمير و التقوى و اتقان العمل و المسئولية تحدث النكسات و الكوارث بل و تسقط الأنظمة بسبب الاهمال , فيا أولي الأمر و يا أيها المسئولون اتقوا الله في أعمالكم و في الأرواح البريئة التي تذهب هباءاً , ما فائدة لجنة تقصي حقائق مرة أخرى تضاف الى"أخواتها" من اللجان عديمة الجدوى و الفائدة ؟!! , الأمر لا يحتاج سوى الحزم و القبضة القوية مع الجميع و تحديد أسباب المشكلة و علاجها حتى يتوقف سيل الاهمال و الكوارث و يشعر الجميع بأن هناك دولة تحاسب المخطئ و لا تتهاون في كرامة و سلامة و أمن مواطنيها .. مواطنيها المصريين .. الدرس انتهى لموا الكراريس .

13 نوفمبر 2012

22 عاماً .. و ماذا بعد ؟!!

تأتي السنة الإثنين و عشرون من العمر و تمر كما مرت السنوات الواحد و عشرون الماضية مرور الكرام .. فالبيت هو البيت و الحال هو الحال , فالأسرة كل واحد في وادي و في حال , الأب الذي كان تجاوز السبعين من عمره و الذي كان يذهب و يجئ و يمزح مع هذا و يغضب مع ذاك أصبح الأن مريضاً طريح الفراش لا يتحرك الا في أدق الظروف و لكن ها هو يتعافى و يعود اليه الشفاء تدريجياً بإذن الله , و الأخ الأكبر و الأخ الذي يليه تزوجا منذ فترة و ها هما - أعانهما الله - يحملان هموم أسرتيهما , أما الأخ الأصغر و الذي حصل على الدبلوم الصناعي يسعى للعمل هنا و هناك فهو يريد أن يكون نفسه حيث أن عمره 20 عاماً بالتمام و الكمال , أما الشقيقة الصغرى فهي على مشارف الحصول على شهادتها الاعدادية , و الأم أعانها الله على تحمل المسئولية في تسيير أعمال البيت , أما هو ذو الـ22 عاماً و وسط هذه الظروف الصعبة أصبح يفتقد الى الدفء الأسري و لم يطفئ شمعة واحدة في أي عيد من أعياد ميلاده , كل ما يجعله يتذكر أن عيد ميلاده اليوم هو تهنئة الأصدقاء و الأحباب له في هذا اليوم , شاءت الأقدار أن يصبح بعيداً عن أصدقائه , عوامل كثيرة ساهمت في هذا .. منها التخرج و البعد عن الجامعة التي كانت تجمع كل الأصدقاء , حتى أصدقائه في المنطقة منهم من انتقل الى مسكن أخر بعيد و منهم من دخل الجيش و منهم من تزوج و منهم من لم يعد لديه متسع من الوقت , فلا يجد من يجالسه الا رجل كبير يعمل مكوجياً منذ عقود بعيدة .. رجل تجاوز الستين يجلس مع شاب عمره 22 عاماً , يخرج الكلام من الأفواه و يحدث صدام فكري و عقلي بين الرأسين العجوز و الشاب , كلام كثير متشابك متنوع عن السياسة و الفن و الحياة و الناس و الدنيا زمان و الأن , يقوم من مجلسه مع العجوز و يعود الى البيت حيث يسترخي عقله و جسده مفكراً في المستقبل و في عامه القادم كيف سيكون و كيف سيصبح .. هذا ان كتب الله له عمراً جديداً .

7 نوفمبر 2012

يا من تنادون بتطبيق الشريعة

موضوع تطبيق الشريعة يحتاج الى حوار مجتمعي كامل يؤدي الى توافق جميع المصريين , و الأهم من ذلك أن نجيب عن الأسئلة الأتية : هل الوقت و الظروف الحالية مناسبة لتطبيق الحدود التي هي فرع من تطبيق الشريعة الاسلامية بمعناها الكامل الشامل ؟!! , هل يجوز أن نقطع يد السارق في مجتمع فقير ؟!! .. هل يجوز أن نطبق الحدود في مجتمع يعاني من فساد الضمائر و شهادات الزور و المحاباة و المجاملة ؟!! .. ان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منع تطبيق الحدود على الفقراء الذين اضطروا للسرقة من أجل اطعام أولادهم عندما انتشر الفقر في عام الرمادة 17هـ , و من قبله رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي بدأ بإصلاح نفوس و قلوب الناس التي شابها الفساد في فترة الجاهلية و عندما زاد رصيد الايمان بسبب الدعوة المكية التي نلاحظ في أياتها القرأنية أن معظمها أيات تذكر الناس بعظمة الخالق و قدرته و أحوال الأمم السابقة و طبيعة الدين الاسلامي و بالتالي عرف العرب من هو الله و انصلحت قلوبهم لدرجة أنهم أصبحوا يسألون الرسول عن أوامر الله و حدوده بسبب هذه الدقة و التخطيط السليم في تبليغ رسالة الله و بسبب أخلاق الرسول و أصحابه الحسنة , يأتي الأن السؤال الأكثر أهمية : هل يوجد لدينا الأن دعاة أو حكاماً بأخلاق محمد و أصحابه ؟!! .. هل يستطيعوا أن يسيروا على هذا النهج المنظم المتسامح الرشيد في تبليغ الرسالة و تطبيق الشريعة بحيث يسعد و يطمأن بها غير المسلمين قبل المسلمين ؟!! , أم أن الأمر مجرد مزايدات تفتقد الى الرؤية و التخطيط و الرشد و لا ترى الا المصلحة الضيقة ؟!! .. ننتظر الاجابة .

5 نوفمبر 2012

ارحمونا من هذا العبث

قرار غلق المحلات هو قرار عشوائي من الممكن أن يتسبب في زيادة نسبة البطالة , ثم لماذا نص القرارعلى أن تظل الكافتيريات و المقاهي تعمل حتى الثانية صباحاً بينما يتم غلق الصيدليات و محطات الوقود من العاشرة مساءاً ؟!! .. أين العدل في هذا القرار العشوائي ؟!! , بل قل أين الذكاء و الحكمة و الرحمة ؟!! .. اذا كنتم تريدون توفير الكهرباء حقاً فعليكم بهؤلاء الذين يسرقون وصلات الكهرباء العامة من الشوارع و الكابلات .. عليكم برجال الأعمال و أرباب الأموال الذين أصبحوا يستخدمون الكهرباء في ما ينفع و ما لا ينفع ؟!! .. ثم لماذا لا تبحثون عن مصادر جديدة للطاقة كالرياح و الشمس و الطاقة النووية ؟!! .. الوقت و الظروف غير مناسبة لمثل هذا القرارات العبثية و العشوائية .. ارحمونا يرحمكم الله .

20 أغسطس 2012

الشعب لن يقبل

حالة من القلق تنتاب العديد من القوى السياسية و بعض فئات الشعب من الصعود المتنامي لجماعة الاخوان المسلمين و التي بدأت تظهر و تتبلور بوضوح في جهاز الاعلام الذي قرر الرئيس مرسي أن يضع على رأسه أحد وجوه الاخوان و هو الصحفي صلاح عبد المقصود , و هذا القلق شئ عادي و طبيعي في بلد عاش لعقود تحت هيمنة الحزب الواحد و يجب أن يدرك و يستوعب الرئيس مرسي هذا القلق و يزيل عنه الضباب و يستبدل هذا القلق بطمأنينة و استقرار و سياسة أكثر شفافية و صراحة , و ليتوقف هذا الصراع السياسي فوراً و ليقتنع الجميع بأن مصر تحتاج الى البناء , و يجب العلم بأن الرئيس المنتخب محمد مرسي سيكون هو المسئول أمام الله و أمام الشعب عن اختياراته و سياساته , كما يجب ألا نتسرع في الحكم على النظام الجديد قبل أن يكتمل المشهد السياسي بالانتهاء من كتابة الدستور و الذي من خلاله نستطيع تحديد شكل المرحلة المقبلة و هل ستكون مدة الرئيس محددة بثماني أو عشر سنوات كحد أقصى أم ستكون مطلقة كما كان في النظام السابق و هل سيكون هناك مواد تدعم حرية التعبير و حرية الاعتقاد و حماية الأقليات و صلاحيات الرئيس و صلاحيات السلطات الثلاثة و غير ذلك .. لذا أدعو الجميع الى التأني في الحكم على الدستور الجديد المنتظر سواء بالقبول أو الرفض لأنه هو عصب و قلب و أساس الحياة السياسية في المرحلة المقبلة , و ليعلم الجميع بأن الشعب المصري لن يقبل أن يخضع لأي نظام ديكتاتوري أخر تحت أي مسمى و أي شكل سواء كان رأسمالياً أو اشتراكياً أو دينياً , فالشعب الذي ذاق لذة حرية التعبير و الوقوف في طوابير الانتخابات و مدى سعادة المواطن بكونه أصبح فاعلاً في صناعة القرار بعد عقود من التهميش و القمع كل هذا سيجعله يدافع بكل ما يملك من قوة عن كرامته و حريته .. و لا يغرنكم حلم الحليم فالشعب المصري كالجمل يصبر و يصبر ثم يثور كالبركان , و لا تعلوا في الأرض فيصيبكم ما أصاب الرئيس السابق مبارك من خزي و سجن .. استقيموا يرحمكم الله .

23 يوليو 2012

في مثل هذا اليوم .. خرج الجيش و لم يعد

في مثل هذا اليوم , 23 يوليو 1952 خرج الجيش من ثكناته و توغل في مؤسسات الدولة حتى أصبحت الدولة "ثكنة عسكرية" , و لا زالت المحاولات مستمرة من أجل ارجاع الجيش الى ثكناته و استرجاع مدنية الدولة .



بالطبع انتقادنا لثورة 23 يوليو لا يعني أننا ضدها أو ضد مبادئها .. بل على العكس نحن كشعب رحبنا كل الترحيب بمبادئ ثورة يوليو و قلنا أخيراً جاءت ثورة ستنتشلنا من مستنقع الفساد و من استبداد الملكية و من براثن الاقطاع و تكبر و تجبر "الباشوات" .


نحن فقط مستاءون و معترضون و غاضبون من مخالفة ضباط الثورة لمبادئ هذه الثورة .. لقد وعدونا بالحرية فإذا بهم يفتحون أبواب المعتقلات و غياهب السجون ! .. وعدونا بالحياة الكريمة و بانتهاء زمن البوليس السياسي و الحرس الحديدي و غيرها من أجهزة القمع الملكية فإذا بهم يستبدلون كل هذه الأجهزة بأمن الدولة و المخابرات ! .. وعدونا بالديموقراطية و التعددية فإذا بهم يخادعوننا و لا نجد الا أنظمة ديكتاتورية الحاكم فيها عبارة عن فرعون مستبد يجمع كل الصلاحيات في قبضته بعد أن كانت مصر تعيش حياة حزبية نيابية  قبل 23 يوليو  , و الغريب أنه كان يتم اقصاء و تهميش كل العسكريين الذين نادوا بالمدنية و الديموقراطية أمثال الرئيس الأول لمصر اللواء محمد نجيب و الفريق سعد الدين الشاذلي ! .. و ها هو الأن النظام العسكري - الذي أحسب أنه في أيامه الأخيرة - في ظل وجود أول رئيس مدني منتخب و مع ذلك لا زال العسكر يحتفظون بأكبر السلطات و يجعلون شرعية الدبابة فوق شرعية صندوق الانتخابات .. لقد خرج الجيش من ثكناته في 23 يوليو ليطيح بنظام ملكي فاسد و لكن الجيش لم يعد الى ثكناته حتى الأن و لم يرفع الجنرالات أيديهم عن ارادة الشعب و اختياره الحر .. ربما هو الخوف و ان شئت الدقة "التخويف" أو ايهام الأخرين بأن هذا التدخل يتم من أجل الحفاظ على النظام الجمهوري و لكننا نقول أن الشعب قادر على حماية اختياره و لن يسمح لأي فصيل أو أي أحد بتغيير هوية الدولة أو العبث بالنظام الجمهوري المدني الديموقراطي .. لا تبحثوا أيها الجنرالات عن حجج واهية ضعيفة مكشوفة تجعلكم تحتفظون بأوسع الصلاحيات و أكبر الغنائم و المكاسب .. عودوا الى ثكناتكم و اهتموا بأمور الجيش و تأمين البلاد أفضل من البحث عن المكاسب و المتاعب .

14 يوليو 2012

أغيثوا مسلمي بورما

وسط تجاهل اعلامي عالمي - على ما يبدو أنه متعمد من القوى الدولية التي تحكم العالم - يتعرض المسلمون الموحدون في بورما الى أبشع أنواع القتل و التنكيل من الحكومة البوذية العنصرية العسكرية لمجرد أنهم مسلمون .. اين الضمير العالمي الذي تحرك لأساطير اليهود و كذبهم و اختراعهم لحدوتة "محرقة الهولوكوست" و أفران هتلر ؟!! , أين الهمة و الانزعاج العالمي الذي رأيناه من العالم عندما قامت حكومة طالبان بهدم التماثيل البوذية بينما لم يول العالم أي اهتمام لمجازر يلتسين و بوتين في الشيشان المسلمة و اكتفى الغرب بأن قالوا : "هذا شأن داخلي" ! .. و ظل الضمير العالمي في نومه و غفلته و مسلمو بورما ترمى أشلائهم في البحار و الأنهار و يقتل أطفالهم و تشوى جثامينهم .. من حق كل انسان أن يعيش فوق الأرض و تحت الشمس دون أن يتعرض لأي اضطهاد .. يجب أن تتحرك حكومات الدول العربية و الاسلامية و لا ننتظر شيئاً من الضمير العالمي الذي قرر أن يلغي ضميره مع سبق الاصرار و الترصد .. يجب تدويل القضية و طرحها في المنظمات الدولية و العمل من أجل فرض عقوبات على حكومة بورما .. أم أن العين الغربية الضيقة لا ترى الا العراق و أفغانستان و ايران لتفرض عليها العقوبات و الحصارات ؟!! .. أغيثوا مسلمي بورما .

5 يوليو 2012

خير الأمور الوسط .. يا ريس

هناك جهات عديدة تتعمد احراج الرئيس المنتخب و اظهاره بمظهر الضعيف العاجز و إلقاء كل الأعباء و المشاكل على كاهله وحده دون تحمل أي مسئولية منهم .. و الدليل المطالب الفئوية التي تذهب جميعها نحو القصر الجمهوري بالتحديد دون أي جهة أو مؤسسة أخرى و كأن أحداً يوجههم و يعبئهم هناك .. و لكن هذا ليس معناه أن يقف الرئيس مكتوف الأيدي منتظر الحل السحري , عليه أن يتحرك فوراً و يبدأ في تشكيل حكومة قوية , عليه أن يكون أكثر حزماً و شدة و أن يجعل بينه و بين الناس مسافة محددة فلا يبتعد كل البعد فيصبح فرعوناً يعيش في معبده المنعزل , و لا يقترب كل القرب فيصبح أشبه بالجدة التي تدلل أحفادها .. فخير الأمور الوسط .  

الرئيس و المعركة الصعبة .

يجب على الرئيس مرسي تشكيل حكومة قوية مقاتلة ..لأنه محاصر بدائرة جهنمية من الفلول في جميع مؤسسات الدولة .. من أول المشير لحد أصغر مسئول , الجميع يحمل أفكار النظام السابق و حتماً هم يريدون تحجيمه و اضعافه كما فعلوا مع عصام شرف , و الدليل المظاهرات التي تحدث باستمرار عند القصر الجمهوري الذي لم يكن يستطيع أحد مجرد الاقتراب منه في فترة الحكم العسكري .. و اتضح أن مديري الشركات و المؤسسات هم الذين يبتزون عمالهم ولا يصرفون لهم رواتبهم و يحرضونهم على التظاهر عند القصر الجمهوري .. يجب على الرئيس أن يكسب هذه المعركة و أن يستعين فيها بكل القوى السياسية دون تمييز .. فالمعركة معركة ثورية وطنية مصرية خالصة و ليست متعلقة بفصيل معين .

1 يوليو 2012

بين الهمج و العقلاء

لم يكد الرئيس مرسي يتم اليوم الأول الا و المظاهرات و المطالب التي لا تنتهي متواصلة , بل وصل الأمر الى حد قلة الأدب و الاهانة و الكتابة على جدران القصر الجمهوري و تلويثه .. القصر الجمهوري الذي لم يكن لأي كائن من كان أن يشير اليه فقط بسبابته في فترة الحكم العسكري .. للأسف هناك فئات همجية فوضوية من الشعب تجعل الواحد منا يظن أننا لا نستحق الديموقراطية و الحرية و أننا اعتدنا على الديكتاتور الطاغية الخارج عن القانون الذي يضربنا على أم رأسنا .. و مع ذلك .. و مع ذلك أنا ضد مبدأ التعميم لأن هناك الكثير من العقلاء المتعلمين المحترمين و هؤلاء قد يكونوا سبباً في نجاتنا بإذن الله .

27 يونيو 2012

سياسة "لا بحبك ولا بأقدر على بعدك" .

في مصر نحن نسير بمبدأ "لا بحبك و لا بأقدر على بعدك" , ففي الوقت الذي نرفض فيه حكم العسكر لا نتمنى زوالهم حتى يكونوا قوة رادعة أمام التوغل الاخواني , و في الوقت الذي نختلف فيه مع الاخوان الا أننا لا نتمنى زوالهم حتى يكونوا قوة رادعة أمام الهيمنة العسكرية .. و عموماً نحن لا زلنا ننتظر صعود أي تيار مدني ثالث (اشتراكيون - ليبراليون) و هذا لن يتم قبل أن يسعى هؤلاء الى اقناع البسطاء و الطبقة الشعبية بأفكارهم و برامجهم .

و تستمر الشائعات

تعمل الصحافة السوداء و القنوات المأجورة على ترويج شائعة سخيفة بأن فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية كان (قرار سياسي) من المجلس العسكري حتى لا يدخل الجيش في صدام دموي مع الاخوان , و هذه الشائعة في رأيي استهزاء و استخفاف و انتقاص من قدرة جيشنا المصري الباسل الذي هزم أعتى و أقوى الجيوش أفلا يستطيع أن يهزم جماعة مكونة من بضعة ألاف .. جماعة الاخوان - على الرغم من اختلافنا معها - جماعة منظمة استطاعت أن تدير الحملة الانتخابية لمرسي بنجاح فحشدت له الأصوات حتى حصل على المركز الأول من بين 13 مرشح , فما بالك و هو ينافس مرشح واحد في الجولة الثانية و ما ظنك لو علمت أن عدد كبير من أصوات الـ11 مرشح الخاسرين ذهبت لمرسي .. أليست كل هذه الأصوات كفيلة بأن تجعله يفوز بالإنتخابات بطريقة حرة و نزيهة و ليس (بقرار سياسي) كما يزعم هؤلاء ؟!! ... أنا لا أدافع عن مرسي و لكنني أدافع عن مبدأ عقلنة الأمور و عدم ترديد الشائعات بالباطل دون امتلاك أدلة و حجج قوية .

22 يونيو 2012

الدولة المدنية و مكر العسكر

لا أعرف لماذا أنظر الى المجلس العسكري و أتعامل معه بنظرية المؤامرة , و أشكك في أن يقوم العسكريون بتسليم السلطة (كاملة) الى المدنيين , و يبدو أننا سنتخذ نفس المسار الذي اتخذته تركيا في انتقال السلطة من العسكريين الى المدنيين , و أن الأمر قد يأخذ شكل (الصراع السياسي الهادئ) كما كان في تركيا .


المهم أننا اذا وضعنا تعريفاً لإنتقال السلطة الى المدنيين في مصر يعني ببساطة انتقال السلطة الى الاسلاميين - لأنهم التيار المدني الأكثر قوة و تنظيماً - و بالتالي نحن أمام مخرجين : إما أن يتوقف الاسلاميون عن لهجتهم الأصولية و يكونوا أكثر انفتاحاً و عقلانية و يستبعدوا العناصر المتشددة منهم و يستقدموا المنفتح منهم حتى يكسبوا ثقة الطوائف و المذاهب الأخرى , و إما ظهور تيار مدني أخر يستطيع أن يناطح و ينافس العسكريين و الاسلاميين . 

10 يونيو 2012

عن (الأغاني الشعبية)

ما سر هذه الموجة العنيفة و هذا الهوس الغير عادي بما يسمى (بالأغاني الشعبية) التي اجتاحت مجتمعنا ؟!! .. ما هو الجميل و ما هو الجذاب في شاب يجعر بصوته و يرقص بسلاح أبيض و يهذي بكلمات و عبارات غير مفهومة و ربما يكون بعضها خارجاً عن الأخلاق و الأداب ؟!! .. هل هذا يسمى فن ؟!! .. و ان كانت هذه هي الحداثة أو ما بعد الحداثة فلا أهلاً ولا مرحباً بهما .. و هذا هو رأيي و نقدي و تحليلي و مع ذلك أنا أحترم كل من يحب هذا اللون من الأغاني و أراعي حقه في الاختيار و الاختلاف .

5 يونيو 2012

أنانية أهل الفن

عدد كبير من الفنانين يؤيد شفيق ... أندهش من هذا الوسط الفني الذي لا يفكر إلا في مصلحته و يدوس على المجتمع دهساً .. مصر عندهم عبارة عن (الفيلم أو المسلسل) اللي بيجيبلهم الملايين .. و الغريب ان معظمهم بيطلب العلاج على نفقة الدولة لو مرض و لا حصل له حاجة و في النهاية بيموتوا شحاتين و الأمثلة كثيرة ... الله يرحمك يا شيخ كشك انت اللي كنت بتديهم على دماغهم في خطبك الحماسية ... منهم لله بقا .

26 أبريل 2012

رئيس "منتخب"

منذ أن ظهرت مصر كحضارة و كدولة لم يكن لشعبها أية فاعلية أو تأثير في رسم ملامح السياسة العامة , فلم يكن الشعب يضع دستوراً أو يختار رئيساً , بل كان الحاكم يأتي بطرق مختلفة سواء بأن يرث العرش عن أبيه أو بالانقلاب و المؤامرات أو حتى عن طريق التزوير .. المهم أن الشعب المصري كان متفرجاً و في أحسن الأحوال كان "كومبارس" يستخدمه الحاكم في اتمام مسرحياته الهزلية ليخدع العالم و يوهمه أن (الديموقراطية بخير) , أما الأن و بعد أن أطاحت الثورة بحاكم مستبد – و الذي نأمل أن يكون المستبد الأخير – أصبحنا مقبلين على انتخابات رئاسية نأمل أن تكون نزيهة , و لكي تصبح كذلك فما فائدة المادة 28 التي تعطي صلاحيات غير عادية للجنة الانتخابات الرئاسية و تمنع الطعن على نتائجها أو التقدم بتظلم اذا ما حدث تزوير و تم اثباته ؟ .. و هل تعهدات المشير طنطاوي بأن يختار الشعب رئيسه بنفسه كافية لضمان نزاهة الانتخابات ؟ .. في رأيي تزوير الانتخابات مستبعد الى حد ما لأنها ستكون لعبة مكشوفة و عندئذ سيشتعل الشارع مرة أخرى , و لكن المتوقع هو أن تتوافق قوى الفلول على مرشح واحد و الذي أرجح أن يكون عمرو موسى الذي يمتلك فرصة أكبر من الفريق أحمد شفيق .. اذن ها قد اتحدت أصوات أعداء الثورة , فمتى ستتحد أصوات الثوار ؟ .. ان استبعاد عدد من المرشحين كان سلاحاً ذو حدين فبقدر أنه قلل من امكانية تفتيت أصوات الثوار الا أنه زاد من وحدة و تماسك الفلول , أضف الى ذلك أن عدداً كبيراً من مؤيدي أبو اسماعيل سيقاطعون الانتخابات بعد استبعاد الأخير بدلاً من أن يبحثوا عن مرشح بديل , و ها قد بدأ الحديث عن مرشح يمثل تيار الثورة و ينسحب له باقي الفريق الرئاسي , و هذه الفكرة في رأيي إن توافق و ارتضى بها مرشحو الثورة فقد يختلف عليها و يرفضها أنصار كل مرشح من هؤلاء المرشحين , فهل يمكن أن نتخيل مثلاً أن ناخباً ميوله يسارية يعطي صوته لمرشح ليبرالي أو اسلامي أو العكس حتى و إن كان القاسم المشترك بين هؤلاء المرشحين و الناخبين هو الولاء للوطن ثم للثورة ؟!! .. اننا ننتظر و نترقب ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية و لا نتمنى الا أن نرى رئيساً منتخباً عبر صندوق الانتخابات بإرادة شعبية حرة لنكتب بذلك صفحة جديدة في تاريخ مصر .

18 أبريل 2012

ملك و كتابة

كنت جالساً مع صبي صغير أعرفه فأخرج عملة معدنية من جيبه و قال لي : "تعالى نلعب ملك و كتابة" , فقلت في نفسي : "الملك هو الرئيس و الكتابة هي الدستور , و الذي سيأتي أولاً في اللعبة ينبغي أن يكون هو الأول في الواقع أيضاً" , ألقى الصبي العملة في الهواء فأخذت تتشقلب و تدور دورانات بهلوانية ثم أخذت تهوي و تهوي حتى استقرت على كفه الأيمن فأخفاها بسرعة رهيبة بكفه الأيسر و قال لي : "هاه .. ملك ولا كتابة ؟!!" , فوجدت نفسي أقول : "ملك" , فرفع الصبي كفه الأيسر لتظهر العملة و كانت النتيجة .. كتابة ! .. الدستور أولاً .

14 أبريل 2012

الابتزاز السياسي

نحن نتعرض لأكبر عملية (ابتزاز سياسي) , حيث تستثمر قوى الثورة المضادة (فزاعة الإخوان) و غبائهم السياسي و انتهازيتهم من أجل أن تروج ل(عمر سيلي مان ) على أنه (السوبر مان) الذي نزل ببراشوت كي ينقذ الشعب من هذه الفزاعة .. و هذا خطأ بالطبع , و أعتقد أن الشعب المصري أذكى من ذلك بكثير , و أنه يتفهم أن كبح جماح التيارات المتشددة لن يتحقق بدولة بوليسية أخرى , و أن هناك بدائل و حلول أخرى غير هذه المجازفة أو هذا (الانتحار السياسي) ... و هناك مثل شهير يقول (مش عشان برغوت نحرق السرير كله) .. الشعب المصري الذي أسقط الفلول في الانتخابات البرلمانية قادر على ردع انتهازية التيارات المتشددة الوصولية و قادر أيضاً على توجيه أقوى ضربة لرموز النظام المخلوع سواء كان عمر سليمان أو أحمد شفيق أو عمرو موسى أو غيره .. هذا ان كنا مقبلين على انتخابات حرة و نزيهة و (صندوقية) ... أتركوا الشعب يختار و يحدد مصيره .

1 أبريل 2012

سقوط الاخوان .. من نظر الشعب

اتفرج يا سلام , و قرب قرب قرب ... ها هم الإخوان بعد أن كانوا يتبارون في تلميع المجلس العسكري لدرجة أن أحد الاخوان وصف أعضاء المجلس بـ(قرة الأعين) , و عصام العريان في احدى جولاته بالاسكندرية أخذ يمدح في المشير , ثم أنهم وصفوا الجنزوري بالرجل المخلص و انتقدوا المعتصمين عند مجلس الوزراء و اتهموهم بتعطيل الانتخابات ... و فجأة , يتغير موقف الاخوان - كعادتهم دائماً - و يهاجمون المجلس العسكري و يشككون في نزاهة انتخابات الرئاسة القادمة و يسعون لإسقاط حكومة الجنزوري بعد أن وصفوه (بالرجل المخلص) ! .. لم يهاجموا المجلس العسكري لتورطه في قتل المتظاهرين في ماسبيرو و في محمد محمود و في شارع القصر العيني , و لا لأنه ترك فلول النظام , و لا لأنه لم يسترجع أموال الشعب المنهوبة و التي تم تهريبها للخارج على مرأى و مسمع من الاخوان و المجلس العسكري .. لقد هاجم الاخوان العسكر عندما اصطدمت مصالحهما الضيقة بعضها ببعض .. فالاخوان الذين لم يقدموا شيئاً يذكر في البرلمان و سكتوا عن تجاوزات العسكر و عن جرائم النظام السابق و سكتوا عن حق شهداء الثورة و حق الشعب يريدون أن ينتزعوا جزءاً من السلطة التنفيذية بجانب استحواذهم على التشريعية دون جدوى و لمجرد الوصول و هوس السلطة , و ها هم يدفعون بالشاطر مرشحاً للرئاسة و من قبل كانوا يتعهدون بعدم ترشيح أحد الإخوان للرئاسة , و كل هذا كوم و سعيهم للإستيلاء على حق الشعب في وضع دستوره كوم أخر ... نفس نهج الحزب الوطني المنحل .. حب الانفراد بالسلطة و استقدام أهل الثقة بدلاً من أهل الكفاءة , و لأن (كل شيخ و له طريقة) فكانت طريقة الحزب الوطني في تشويه المعارضين اتهامهم بالخيانة و الأجندات و طعنهم في شرفهم .. أما الاخوان فكل من يعارضهم و ينتقدهم يتحول الى (رويبضة و ضد تطبيق الشريعة و يريد أن تشيع الفاحشة) و كل هذه اتهامات باطلة بالطبع , فالاخوان ليسوا مفوضين من الله , و ليس لهم الجدارة أن يتحدثوا بإسم الفكر الاسلامي أصلاً .. ذلك الفكر المتسامح الزاهد في الحكم .. الفكر الذي يحترم جميع الأراء حتى أراء الأقلية , فها هو الرسول يأخذ برأي (سلمان الفارسي) و يحفر خندقاً ليحمي به المدينة من مشركي قريش و يكون هذا سبباً في انتصار المسلمين في هذه الغزوة .. لماذا لا يتعلم الاخوان من هذه المواقف و هم الذين يتشدقون ليل نهار بأن (الرسول قدوتهم) ؟ .. لقد تأكدت غالبية الشعب أن الاخوان ليسوا أهل ثقة أو كفاءة .. انما هي جماعة تسعى نحو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الشخصية بمنطق (ميكافيلي) .. لقد سقط الاخوان من نظر الشعب و أعتقد أن دفع الاخوان بمرشح رئاسي اخواني كان بمثابة المسمار الأخير في نعشهم .. و على التيارات و القوى السياسية الأخرى أن تنافس الاخوان في نقطة القوة التي يستحوذون عليها .. ألا و هي الطبقة الشعبية من البسطاء و ملح الأرض .. فلتنزل القوى السياسية الى الشارع و تحتك بالبسطاء و تستمع الى مطالبهم و طموحاتهم و ليحدثوهم عن أفكارهم و برامجهم الاصلاحية , فإن كان الاخوان سيطروا على البسطاء (برزهم و عدسهم و زيتهم و مكرونتهم) , فالقوى السياسية النابهة العقلانية الأخرى يجب عليها أن تستخدم وسائل أكثر جدية للوصول الى الطبقة الشعبية و كسب ثقتها , هذه الوسائل الجادة تتمثل في نشر التعليم و محو الأمية الثقافية و السياسية و الحث على المشاركة السياسية بكل مستوياتها و محاربة الفساد في جميع الجهات بدءاً من (فرن العيش) و انتهاءاً (بقصر الرئاسة) .. هذا هو التغيير و التقدم الحقيقي مش (الفالصو) .. يسقط حكم الفالصو !

19 مارس 2012

يا اخوان .. لا تخدعونا أكثر من ذلك

لو كان الاخوان جادين في أن يكون الدستور ممثلاً لكل أطياف الشعب لكانوا طالبوا منذ عام(بالدستور أولاً) كما طالبت بذلك باقي القوى السياسية , لكنهم أصروا على أن تكون الانتخابات أولاً و حشدوا البسطاء ليقولوا (نعم) على ترقيع دستور 71 الذي أسقطته الثورة و لعبوا على وتر (الاستقرار) و استطاعوا بذلك أن يستقطبوا الطبقة الشعبية , بالاضافة الى تحالفهم مع المجلس العسكري ضد باقي القوى السياسية , و كل هذا حتى يحتكروا وضع الدستور أو - على الأقل - يكون لهم نصيب الأسد في وضعه , يجب على جماعة الاخوان أن تتوقف عن هذه المراوغات و تفسح المجال لباقي الأطياف و القوى السياسية و جميع فئات المجتمع ليشارك الجميع في وضع أول دستور ديموقراطي .. ان الشارع المصري الذي سحب البساط من تحت أقدام مبارك و حزبه و زبانيته قادر على أن يفعل ذلك أيضاً مع كل من يخدع الشعب أو يتاجر بأحلامه و يركب موجة ثورته .

6 مارس 2012

هو و المساء (قصة قصيرة)

حقاً .. صاحبنا لا يعرف قصته مع المساء , فلو كان المساء انساناً لقام صاحبنا بعرضه على طبيب نفسي ليشرح له عوامل (الكاريزما) التي تجعله ينجذب اليه و ينتظره من يوم الى يوم .. ربما النجوم المتلألأة في السماء هي سبب عشقه للمساء , ربما ذلك الهدوء و السكون بعد أن يغلق أهل الحي دكاكينهم و مصادر أرزاقهم ليخلدوا الى النوم هو السبب .. ربما النوم هو أحد أسرار عشقه للمساء .. و لربما محبوبته المغمورة التي لا تزال في عالم الغيب هي السبب , فهو حتى الأن لم يفتح قلبه لإحداهن .. ربما لأنه يعتقد بأن رياح الحب هي التي تأتي لتدق باب القلب دون أي اجتهاد منا أو سعي نحو تحصيلها و الاتيان بها في سويداء القلب .. المهم أن هناك علاقة وئام بينه و بين المساء , فما أن يبدأ قرص الشمس في المغيب حتى يجلس صاحبنا في (البلكونة) , مستقبلاً نسمات الهواء الصافية , و كوب القهوة الساخن الذي تعده له شقيقته الصغرى قبل أن يقول لها في شكر و امتنان : "تسلم الأيادي" .. يعود صاحبنا الى انسجامه مع المساء , ينظر الى الشارع , ها هي أقدام ما بقي من المارة تغدو و تروح أتيين بالعشاء لأولادهم أو عائدين للتو من عمل شاق تصبب فيه عرقهم و لا سبيل الا (حمام ساخن منعش ثم فراش وثير مريح لتبدأ رحلة النوم) , الست نحمده توبخ ابنتها التي عادت للتو في هذه الساعة المتأخرة : "كنتي فين يا مقصوفة الرقبة ؟" , و من بعيد كان مجموعة من (عواطلية المنطقة) يتسكعون على جانب الطريق فتمر عربة ميكروباص و ينزل منها المعاون و أمناء الشرطة و يسبون العواطلية قبل أن يدفعوهم دفعاً داخل الميكروباص : "اركب ياض يا ابن الـ......" , كل هذه المشاهد رصدها صاحبنا الذي ظل شارد الذهن و مشتت الفكر حتى جاءه صوت والده من خلفه : "انت لسة صاحي !" ... يسقط الفنجان من يد صاحبنا , الغريب أنه لم ينتبه لذلك و لم يهتم أصلاً , بل ظل يفكر في لغز المساء .. "لماذا لا تحدث كل هذه المشاهد الا في المساء ؟!!" , "و ما سر اعجابي بالمساء ؟!!" , احتار صاحبنا حتى تساءل : "أأنا اللغز أم المساء؟!!" .. و لم يعثر عقله على الاجابة الشافية .

23 فبراير 2012

أرملة و يتيم

في أحدى المصالح الحكومية كانت تجلس بجواري على تلك الأريكة التي تتكون من عدة مقاعد متشابكة كتلك الموجودة في محطات مترو الأنفاق , و معها طفلها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره و معه (مسدس لعبة) شكله مخيف و مقلق .. تشعر كأنه حقيقي .. يشبه تلك المسدسات التي يحملها رعاة البقر (الكاو بويز) , كان الصغير شقياً و يجري في دمه حماسة الأطفال و براءتهم و شقوتهم , شئ ما - لا أدري ما هو - جعل المرأة تتكلم و تبوح بما يكنه صدرها لمن كانوا بجوارها من الناس , قالت انه يتيم الأب حيث مات أبوه الشاب ذو الأربعين عاماً في المظاهرات .. علمت فيما بعد أنه مات في مذبحة محمد محمود .. للحظات ساد الصمت الممزوج بالحزن و الأسى و السخط على هؤلاء الجبابرة الذين تهون عليهم الدماء و خراب البيوت و لا تسلل الى قلوبهم أدنى نسمات الإحسان و الرحمة .. فكم من نساء فقدن الزوج و العشير .. و كم من امهات فقدن فلذات أكبادهن .. و كم من أسر فقدت خيرة شبابها حيث كانت تضع فيهم أسمى أمانيها و أحلامها .
 تستكمل الأرملة حديثها و هي تنظر الى اليتيم ذو الثلاث سنوات و هو يغدو و يروح و يلوح بالمسدس (الفشنك) في وجوه الجالسين و يضغط زناده البلاستيكي ليصدر تكة صغيرة يضحك معها الطفل بكل براءة و تقول أن ابنها يحمل هذا المسدس منذ أن علم بوفاة أبيه و هو يريد أن يأخذ حق أبيه و يقتص له .. مرة أخرى يعم الصمت على المكان تقطعه الأهات و الزفرات و العبرات و (مصمصة الشفايف) و ضحكات الطفل و تكة مسدسه البلاستيكي , و الخوف كل الخوف من أن يكبر المسدس مع الطفل , فيتحول المسدس الى سلاح انتقام و يتحول الطفل الى منتقم من مجتمع ظالم تضيع فيه الحقوق .. فلتعد العدالة الغائبة فوراً من مشوارها الطويل قبل أن يكبر اليتيم و يفوت الأوان .


1 فبراير 2012

النظافة من الإيمان

طول ما مبارك و العادلي و عزمي و صفوت و سرور و عز و جمال و علاء لسة عايشين يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما أحمد شفيق و عمر سليمان و سوزان مبارك و مرتضى منصور و سمير زاهر و باقي الفاسدين برة السجن يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما مرتزقة أمن الدولة من القتلة و الملفقاتية و الجواسيس و الجلادين لسة متسرحين من غير عقاب أو حساب يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما أقطاب الفلول في الجامعات و البنوك و الشركات و القرى و المؤسسات لسة في مناصبهم يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما أراجوزات و أبواق و أقلام الفساد و الكذب لا زالت تعمل على قدم و ساق في مدح السلطان و تشويه المعارضين و تضليل المغفلين يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما جهاز الشرطة يداه ملوثة بدماء الشهداء دون تطهير أو محاسبة للمخطئين يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما المجلس العسكري لسة بيحكم بنفس الغباء و نفس العناد و نفس الظلم و الفساد و احنا شايفين و ساكتين يبقى البلد مش هتستقر ..... بإختصار البلد تحتاج الى نظافة , و النظافة من الإيمان .. فهيا يا مؤمنين كي ننظف بلدنا.

19 يناير 2012

استعداد (أمني)

استعدت (الدولة البوليسية) لإستقبال يوم 25 يناير . لم تستعد له بشن حملات اعتقال على رموز النظام الفاسد .. و لم تستعد له بإعدام السفاح المخلوع و أعوانه .. لم تستعد له بالإعتذار الى الشعب و تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب .. و لم تستعد له بإسترداد أموالنا المنهوبة التي ابتلعها النظام في كرشه الواسع .. لم تستعد له بإعادة تأهيل و تطهير جهاز الشرطة ... بل استعدت لهذا اليوم بالهراوات و الرصاصات و بدعة أمنية جديدة اسمها (المياه الملونة) و هي مياه لا ينتهى أثرها من على البشرة لمدة ٦ أشهر حتى يسهل التوصل لكل من شارك في الإحتجاجات .. لا أعرف ماذا أقول , ولا أعرف بما أصف هذا النظام الغبي المجرم الذي يتفنن في اذلال العباد .. لن أقول الا : ان كان لديكم أموال و سلطات و جنود و أجهزة أمنية , فنحن معنا الحق و معنا الله .. و من كان الله معه فمن عليه ؟

10 يناير 2012

لم يتغير شئ

الجلادين و عصابات أمن الدولة لسة في مكانهم .. القضاة اللي كانوا بيزوروا الانتخابات لسة في مكانهم .. رؤساء الجامعات و البنوك و عمد القرى المنتمين للحزب الوثني لسة في مكانهم .. الفلول دخلوا الانتخابات , و المتشددين اللي كانوا بيحرموا الخروج على الحاكم و كانوا بيحرموا الانتخابات و بعضهم شتم الثوار و قال عليهم مش شهداء دخلوا الانتخابات أيضاً .. و حرصاً من النظام البائد للحفاظ على نفسه و حرصاً منه على السيطرة على عقول البسطاء و تشويه المعارضين فهو يحافظ على أبواقه و أراجوزاته و أقلامه من أنصاف الإعلاميين و عديمي الكفاءة .. كتاب و اعلاميو النظام لا زالوا أيضاً في أماكنهم بينما المدونين و المنتقدين للسياسات الفاشلة العرجاء يتم ابعادهم و تكميم أفواهم و قصف أقلامهم ... الشعب يريد تطهير الإعلام ... مفيش حرامي أو قاتل تمت محاكمته .. المجلس العسكري حافظ على النظام الساقط لأنه هو نفسه جزء من هذا النظام الساقط الفاسد ... الثورة مستمرة حتى سقوط النظام الساقط الفاسد .. و وراهم في بيت بيت دار دار شبر شبر زنجة زنجة .. و الثورة سلمية سلمية سلمية .. الثورة مستمرة و منتصرة بإذن الله

8 يناير 2012

نازلين ليه ؟!!

الناس اللي بتسأل انتم نازلين ليه يوم 25 يناير ؟!! .. هاقولك عشان مفيش خطوة ولا فيه حاجة اتغيرت .. فين الدستور الجديد ؟ .. فين دولة القانون التي يتساوى فيها الجميع ؟ .. فين العدالة الإجتماعية ؟ ازاي مدير بنك تبع لجنة سياسات الحزب البائد بياخد 30 ألف جنيه في الشهر بينما الباحثين و أساتذة الجامعات بياخدوا بضعة جنيهات ! .. لماذا لم يتم معاقبة أي قاتل و أي حرامي ارتكب جرماً طوال الثلاثون عاماً الماضية ؟!! .. شفيق برة السجن ليه ؟ مجرمين أمن الدولة فين ؟ مرتضى فين ؟ عمر سليمان فين ؟ توفيق عكاشة فين ؟ ممدوح اسماعيل فين ؟ بطرس غالي (وزير الإتاوات و ضرائب الرؤوس) فين ؟ ممدوح مرعي (الترزي) فين ؟ .. محاكمات عسكرية للمدنيين ليه ؟ .. اعتقالات للناس من بيوتها ليه ؟ .. تعرية فتيات محترمات شريفات ليه ؟ .. بتعملوا فينا كدة ليه ؟ .. كلكم علينا ولا ايه ؟ .. لا ده احنا الشعب الذي لا و لن يقبل الذل و الفساد بعد الأن و ستندمون يا من صفعتم خد المظلوم و سرقتم مال الفقير .. ستندمون في الدنيا و الأخرة .

7 يناير 2012

و لكم في رومانيا عبرة

اختاروا رئيس مستنير و عنده رؤية , بس بلاش أي حد من رموز النظام البائد لا شفيق ولا سليمان ولا موسى ولا عكاشة ولا مرتضى , هؤلاء ليس لهم حق الترشح أصلاً , هؤلاء يجب أن يحمدوا ربنا انهم لسة عايشين و انهم لسة برة السجن .. وصول أحد هؤلاء الى الرئاسة بمثابة انتصار مدوي للثورة المضادة , و تذكروا ما حدث في رومانيا بعد اعدام الديكتاتور تشاوشيسكو عندما وصل الى الحكم أحد أعوانه و اسمه (ايليسكو) و ادعى أنه يؤيد الثورة و لكن ما خفي كان أعظم فقد عمل على تكوين رأي عام مضاد للثورة عن طريق نشر الفوضى و رفع الأسعار فانتشر الهلع و الرعب و استطاع هذا الرئيس أن يوهم البسطاء بأن الثورة هي السبب في كل هذه الأوضاع و أن الثوار عملاء و خونة, و عندما شعر الثوار بالمؤامرة تجمعوا في ميدان كبير و رفعوا شعار (لا تسرقوا الثورة) , فخرج (ايليسكو) على شاشات التلفزيون يدعو الشعب الى التصدي (للخونة) وقام (إيليسكو) سراً باستدعاء آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم، فاعتدوا على الثوريين وقتلوا أعدادا كبيرة منهم و انتهت ثورة رومانيا و أصبحت مجرد أضحوكة ... انتبهوا حتى لا يحدث هذا ثانية .. اللهم بلغت اللهم فأشهد .

5 يناير 2012

اقنعوهم بالعقل

للأسف ناس كتير ممن أعتادوا على حكم العسكر يسألون : "مين اللي هيمسك لو العسكر سابوها ؟!!" , و من بين هؤلاء والدي الذي عاصر حكم العسكر منذ بدايته و لكونه مجند سابق في قواتنا المسلحة في فترة الستينيات تحديداً , قلت له : "المجلس العسكري لازم يسلم السلطة" .. فقال لي متهكماً : "و تحكمنا انت ؟!!" .. ضحكت و قلت له : "لأ , المجلس يتنازل لرئيس مجلس الشعب أو رئيس المحكمة الدستورية و نختار رئيس في فترة أقصاها 60 يوم زي ما الدستور القديم بيقول" .. هذا هو البرهان المقنع لأي حد يعتقد أن الإستقرار مرتبط بشخص أو عدد من الأشخاص .. الإستقرار مرتبط بإحترام أدمية و ارادة الشعب و تحقيق الديموقراطية الحقيقية مش الفالصو .

2 يناير 2012

ننتظر العقاب الرادع

كلما رأيت المخلوع و وزيره و رجال أمنه و نجليه و هم يقفون خلف القفص - على الرغم من قلقي و عدم ارتياحي للمعاملة المحترمة التي يلاقونها في المحكمة و الزي الذي يرتديه بعضهم و طريقة مشيهم و ردود أفعالهم اللامبالية الخالية من الشعور بالذنب و الأسى و الندم لما وصل اليه حال البلد بسبب فسادهم و أنانيتهم و ظلمهم - على الرغم من هذا كله أشعر بالتشفي و العجب لهؤلاء الذين كانوا على سدة السلطة يفسدون و يظلمون وأصبحوا الأن خلف القضبان يلاقون جزاؤهم الحتمي .. و أتمنى أن ينالوا جميعاً العقاب الرادع الذي يستحقونه من المحكمة , سواء كانت المحكمة الإلهية أم المحكمة القانونية أم المحكمة الشعبية.