23 فبراير 2012

أرملة و يتيم

في أحدى المصالح الحكومية كانت تجلس بجواري على تلك الأريكة التي تتكون من عدة مقاعد متشابكة كتلك الموجودة في محطات مترو الأنفاق , و معها طفلها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره و معه (مسدس لعبة) شكله مخيف و مقلق .. تشعر كأنه حقيقي .. يشبه تلك المسدسات التي يحملها رعاة البقر (الكاو بويز) , كان الصغير شقياً و يجري في دمه حماسة الأطفال و براءتهم و شقوتهم , شئ ما - لا أدري ما هو - جعل المرأة تتكلم و تبوح بما يكنه صدرها لمن كانوا بجوارها من الناس , قالت انه يتيم الأب حيث مات أبوه الشاب ذو الأربعين عاماً في المظاهرات .. علمت فيما بعد أنه مات في مذبحة محمد محمود .. للحظات ساد الصمت الممزوج بالحزن و الأسى و السخط على هؤلاء الجبابرة الذين تهون عليهم الدماء و خراب البيوت و لا تسلل الى قلوبهم أدنى نسمات الإحسان و الرحمة .. فكم من نساء فقدن الزوج و العشير .. و كم من امهات فقدن فلذات أكبادهن .. و كم من أسر فقدت خيرة شبابها حيث كانت تضع فيهم أسمى أمانيها و أحلامها .
 تستكمل الأرملة حديثها و هي تنظر الى اليتيم ذو الثلاث سنوات و هو يغدو و يروح و يلوح بالمسدس (الفشنك) في وجوه الجالسين و يضغط زناده البلاستيكي ليصدر تكة صغيرة يضحك معها الطفل بكل براءة و تقول أن ابنها يحمل هذا المسدس منذ أن علم بوفاة أبيه و هو يريد أن يأخذ حق أبيه و يقتص له .. مرة أخرى يعم الصمت على المكان تقطعه الأهات و الزفرات و العبرات و (مصمصة الشفايف) و ضحكات الطفل و تكة مسدسه البلاستيكي , و الخوف كل الخوف من أن يكبر المسدس مع الطفل , فيتحول المسدس الى سلاح انتقام و يتحول الطفل الى منتقم من مجتمع ظالم تضيع فيه الحقوق .. فلتعد العدالة الغائبة فوراً من مشوارها الطويل قبل أن يكبر اليتيم و يفوت الأوان .


1 فبراير 2012

النظافة من الإيمان

طول ما مبارك و العادلي و عزمي و صفوت و سرور و عز و جمال و علاء لسة عايشين يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما أحمد شفيق و عمر سليمان و سوزان مبارك و مرتضى منصور و سمير زاهر و باقي الفاسدين برة السجن يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما مرتزقة أمن الدولة من القتلة و الملفقاتية و الجواسيس و الجلادين لسة متسرحين من غير عقاب أو حساب يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما أقطاب الفلول في الجامعات و البنوك و الشركات و القرى و المؤسسات لسة في مناصبهم يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما أراجوزات و أبواق و أقلام الفساد و الكذب لا زالت تعمل على قدم و ساق في مدح السلطان و تشويه المعارضين و تضليل المغفلين يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما جهاز الشرطة يداه ملوثة بدماء الشهداء دون تطهير أو محاسبة للمخطئين يبقى البلد مش هتستقر .. طول ما المجلس العسكري لسة بيحكم بنفس الغباء و نفس العناد و نفس الظلم و الفساد و احنا شايفين و ساكتين يبقى البلد مش هتستقر ..... بإختصار البلد تحتاج الى نظافة , و النظافة من الإيمان .. فهيا يا مؤمنين كي ننظف بلدنا.