ومع ظهور السوشيال ميديا والتطور التكنولوجي الذي أسيء استخدامه من البعض، أصبح «اللي ما يشتري يتفرج»، وأخذ بعض المشاهير يروجون ويفضحون حياتهم الخاصة بقصد أو بدون بقصد، مع تورط بعض وسائل الإعلام - للأسف- في تلك المهزلة.
في شهر رمضان الماضي ودون مراعاة لحرمة الشهر الكريم، خرج مطرب شاب انفصل عن إعلامية شابة ليكشف أدق التفاصيل عن حياتهما الخاصة وما حدث من إجهاض لجنينها و«مين اللي صرف على مين»، وكل هذا في برنامج تقدمه مخرجة اشتهرت بالأفلام الفاضحة.. فلم يكن هناك استغراب من أن يكون برنامجها بهذا الشكل المتدني، ما مؤهلاتها الإعلامية والأخلاقية التي تسمح لها بتقديم برنامج على قناة يشاهدها قطاع من الجمهور؟!!.. ومن الذي سمح لها بتقديم مثل هذا البرنامج المستفز؟!!
ومنذ أيام خرجت فنانة ونجلها وهما يمارسان الرياضة بشكل أثار سخرية واستياء كثيرين، وهنا لا نعتب فقط على الجمهور الذي تطاول على الفنانة، بل نلوم أيضا الفنانة نفسها التي كان يجب أن تكون أكثر ذكاء وتدرك أننا في مجتمع يعاني من مرض التنمر، تنمر وعنصرية وجدت طريقها حتى لمن يرتدين «المايوه الشرعي»، فوجب عليها أن تعلم أن صورة خاصة مثل هذه ستعرضها للتنمر والإساءة.
إن الفنان أو المشهور عندما تسيطر عليه شهوة حب الظهور و«الشو» لدرجة تجعله لا يفرق بين نشر أعماله الفنية بشكل مشروع وبين فضح حياته الخاصة بشكل مهين هي التي شجعت بعض وسائل الإعلام على انتهاك حرمة حياته، فعلى المشاهير أن يكونوا حريصين كل الحرص فيما ينشرونه عن حياتهم الخاصة، فلا يجب أن تنشر الخلافات المنزلية أو العلاقات الزوجية التي مكانها بين جدران البيوت وليس في تسجيلات صوتية كما حدث مع والد المطرب المشهور وما نسب إليه من تسريبات عن علاقة ابنه بزوجته المطربة الشهيرة، بالأمس.
إن انتشار منهج البحث عن الفضائح وركوب الجانب السلبي من التريند بمعظم وسائل الإعلام الآن هو الذي جعل تناول الحياة الخاصة للمشاهير وجبة إعلامية دسمة عادية، وأصبح الإعلام يراقب خناقات الفنانين وعلاقاتهم، أكثر من أعمالهم الفنية التي هي الأجدر بالمتابعة والتغطية.
يجب تفعيل تشريعات إعلامية قوية تحفظ الحياة الخاصة للناس، سواء كانوا مشاهير أو من العامة، ويجب على هؤلاء المشاهير وغيرهم أن يدركوا نعمة الستر، وأن هناك مساحات معينة في حياتنا الخاصة يجب ألا تنشر، لأن ضرر ذلك أكثر بكثير من نفعه، وعلى وسائل الإعلام أن تتوقف عن استفزاز الجمهور بنشر أدق تفاصيل الحياة الخاصة للناس، ولو «التريند» سيظل يعزف على نغمة الحياة الخاصة، فليذهب إلى الجحيم هو وأتباعه.