مرة أخرى.. يساهم من يُسمون بـ«نجوم الصف الأول» في إضفاء شهرة وحيثية لبعض المغمورين.. ويا ليتهم أي مغمورين.. فهؤلاء لم نجنِ من ورائهم سوى المتاعب والأزمات والصورة الذهنية السيئة عن عالم الشهرة، الذي أصبح أداة يُساء استغلالها لكل من هبَّ ودبَّ.
«سمكري البني آدمين» هو لقب انتشر على شاب اتخذ من «طرقعة» الأجساد سبوبة وأداة للشهرة، في تقليد أعمى لفيديوهات الغرب، هذا الشاب بدأ ظهوره مع عدد من «النجوم المشهورين» في مصر، وتدريجيا افتتح «مركزا» خاصا به ليستقبل كل من يريد «طرقعة وطقطقة جسده» كنوع من العلاج الطبيعي، ليتضح في النهاية أنه مجرد مزوِّر، بل وتسبب في مشكلات صحية خطيرة لبعض «ضحاياه» وعلى رأسهم مطربة شابة قالت إنها كادت تصاب بالشلل بسبب «طرقعته».
هذا المشهد، مشهد صعود المغمورين والدخلاء والمزعجين، تكرر من قبل كثيرا مع بعض مطربي «المهرجانات الشعبية» المعروفين بإثارة الجدل، حيث أفسح لهم بعض الفنانين المجال لاقتحام عالم الغناء والتمثيل الذي طالما كان قاعة تضم نجوم الزمن الجميل.. «أيام ما كان فيه زمن جميل!!»
فيا أيها السادة «البني آدمين نجوم الصف الأول»، أقول لكم إن الجمهور هو من يمنح الشهرة والنجومية وهو من يسحبها، فأين تذهبون؟.. احترامكم للأمانة التي حمَّلها لكم المشاهد ووسام الشهرة الممنوح من الجمهور هو فقط «تذكرة الدخول» إلى عالم النجاح، و«بطاقة العضوية» للبقاء في «حزب الشهرة».. أما السقوط في بئر الابتذال والتحالف مع الدخلاء والمزعجين فسيعجل برحيلكم من ذاكرة المشاهد أو البقاء في الجزء المظلم من ذاكرته.. وإن عدتم عدنا.