28 ديسمبر 2022

لن نموت مقهورين!

في ظل الظروف الاقتصادية العالمية التي تعاني منها جميع شعوب الأرض، أصبح الوضع صعبًا وخطيرًا، فالغلاء وجد طريقه إلى كل شيء وأي شيء، سواء أكثر الأشياء أهمية أو حتى أكثرها تفاهة.. أو كما يقولون «من الإبرة إلى الصاروخ»، أصبح الجميع في حالة سباق من أجل الحياة.. وكلما جاءت زيادة في الرواتب والأجور لحقت بها زيادة أخرى في الأسعار!

ولكن الأصعب والأخطر هو أن يتجه البعض لزيادة صعوبة الصعب، ووضع الحواجز والعراقيل أمام ما يحتاج إلى تيسير وتذليل وتسهيل، فواجب على الحكومات أن تتدخل لحماية المواطنين من هذا الغلاء، فإذا لم تستطع التدخل - بحجة أن الغلاء أزمة دولية والعالم أصبح «قرية صغيرة» منفتحة على بعضها- فيجب ألا تكون الحكومات هي الأخرى عبئًا على المواطن بقراراتها ورؤاها التي أحيانًا تحمل «علامات استفهام»- وهذا هو أقل تعبير وأكثر العبارات أدبًا- لن نقول إنها قرارات غير إنسانية أو تفتقد إلى المنطق أو ربما تقتل المواطنين قهرًا وغيظًا وكمدًا!!

إن مساس الحكومات بالاحتياجات الأولية للإنسان، مثل المأكل والملبس والمسكن وحق الزواج وتكوين أسرة، خطر كبير ولعب بالنار يهدد الأوطان والشعوب ويضعها على حافة الهاوية، إن مثل هذا العبث هو بمثابة «شهادة وفاة» تكتبها الحكومات لنفسها وربما لأوطانها وشعوبها أجمع.

إن الحكمة والإنسانية والإحساس بهموم الناس هو طوق النجاة في هذه الأزمة العالمية، ولا يجب أبدًا أن تعتقد الحكومات اعتقادًا خاطئًا أن كل الناس أغنياء وقادرون على عبور هذه الأزمة، فالحياة اليومية أصبحت صعبة على الجميع.. يوميًا يسأل المواطن نفسه «ماذا سآكل اليوم أنا وأسرتي؟»، فتكون الإجابة ببساطة «دفع الكثير من الأموال لتحقيق هذا الغرض الحياتي الأولي البسيط»!!

إن محاولات الضغط على المواطنين واستفزازهم في إطار هذه الأزمة العالمية الخانقة التي زادت حدتها مع الحرب الروسية الأوكرانية، هذه المحاولات لن تنجح لأن عواقبها خطيرة جدًا وبمثابة «قنابل موقوتة».. إن شعوب العالم ستبقى صامدة أمام هذا التحدي والاستفزاز الكبير.. لن نموت مقهورين!!