31 ديسمبر 2011

الى المجلس العسكري

نشرت الصحف خبراً عن سؤال تعبير في امتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية بمحافظة البحيرة , و يحث السؤال الطلبة على توجيه رسالة شكر للمجلس العسكري على دوره في الفترة الانتقالية و موقفه من الثورة , طبعاً كل واحد له وجهة نظره في هذا الموضوع و سأتخيل أنني من بين هؤلاء الطلاب و اسمحوا لي أن أجيب عن هذا السؤال :

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الذي قام به المجلس العسكري , فقد استطاع أن يحول الثورة الشعبية الى (فزاعة) يلعنها البسطاء على (السبحة) , فلقد ارتفعت الأسعار حتى وصل سعر الأنبوبة الى 30 جنيه بسبب اصرار المجلس على تصدير الغاز للخارج بدلاً من الاستفادة منه في الداخل , و عمل المجلس على اسكات شباب الثورة و تحجيمهم سواء بالمحاكمات العسكرية أو بكشوف العذرية أو استخدام القوى الناعمة في وصفهم بالبلطجة و العمالة و التخريب , كما استمر المجلس على نهج المخلوع في عدم تقديم حلول حقيقية لقضايا الفتنة الطائفية و غياب الحوار و القانون و سيادة العنف و الدولة البوليسية , و اندثرت العدالة و لم يتم محاكمة أو معاقبة أي قاتل أو فاسد بل تم تبرئة بعضهم و ترقية البعض الأخر و زيادة مرتباتهم , كما يسعى المجلس بشكل حثيث و دؤوب الى أن يضمن وضعه في المرحلة القادمة سواء بمواد دستورية تجعله فوق القانون و فوق الدولة (كوثيقة السلمي مثلاً) أو الدفع برئيس عسكري يضعهم تحت أجنحته و يحميهم من طائلة القانون (كأحمد شفيق أو عمر سليمان مثلاً) .. و بعد كل هذا يقول المجلس أنه (حمى الثورة) , و نحن لا نعرف حتى الأن اذا كان (حماها) ولا (جوز أمها) ولا (عمها) ولا ايه بالضبط ؟ .. حماها بالجملة و بوظها بالقطاعي , بوظها في المحاكمات العسكرية و في كشوف العذرية و في محمد محمود و ماسبيرو و مجلس الوزراء و أخيراً في مداهمة مقار جمعيات حقوق الإنسان (و لسة ياما في الجراب يا حاوي).. لهذا نقول للمجلس العسكري : لقد نفذ رصيدكم .. برجاء ترك السلطة لرئيس مدني سواء رئيس مجلس الشعب أو رئيس المحكمة الدستورية لحين اجراء انتخابات رئاسية , و ما تتصلش هنا تاني يا .. تيييييت .. تيييييت .. تيييييييييييييييت .



30 ديسمبر 2011

ظلم الشرطة

بيدافعوا عن القسم مين يا حاج ؟!! .. يدافعوا برصاص حي ؟!! .. يضربوهم في الرأس و الصدر ؟!! .. و بعدين ليه أقسام الشرطة بالذات هي اللي اتحرقت ؟!! .. ليه مش مستشفيات ؟ ليه مش محاكم ؟ ليه مش مدارس؟ ليه مش مصانع ؟ .. لأن أقسام الشرطة كانت هي بؤر الظلم و اللا انسانية يا حضرة القاضي ؟!! .. منذ أعوام و نحن نصرخ و نستغيث : "الحقونااااا , الشرطة بتفتري علينا , الشرطة اغتصبت عماد الكبير و أهانته , الشرطة لطشت للواد على وشه في قسم الهرم و صوروه تصوير (سينمائي) و اضرب يا مصطفى , الشرطة علقت البنت من ايديها لإجبارها على الإعتراف بجريمة لم ترتكبها فلما اضطرت الى الإعتراف لم يرحموها أيضاً , الشرطة قتلت خالد سعيد و اتهموه ظلماً و زوراً انه (مدمن بانجو) , الشرطة قتلت سيد بلال , الشرطة فقأت العيون و فتحت السجون , الشرطة مات ضميرها و تبلدت مشاعرها لأنها لم تجد من يحاسب المخطئ و يعاقب المذنب .. عرفت اننا مظلومين يا حضرة القاضي النزيه أوي !

27 ديسمبر 2011

أين القانون ؟!!

هل تم التحقيق في القضايا و الأحداث التي شهدتها مصر على مدار ما يقرب من عام ؟!! .. هل تم معاقبة من قتلوا سيد بلال ظلماً و بهتاناً ؟!! .. هل تم معاقبة أي ممن قتلوا خيرة شباب البلد ؟ .. هل تم معاقبة المسئول عن حادث أطفيح و هل تم التحقيق في الموضوع من أساسه ؟!! .. و ماذا عن امبابة و ماسبيرو ؟!! .. ثم ماذا عن أحداث مسرح البالون و مذبحة محمد محمود و محرقة مجلس الوزراء و سحل المتظاهرين و المتظاهرات ؟!! .. أين المجرمون ؟!! .. أين الظلمة و المذنبون و المتواطئون و المرتشون ؟!! .. بل أين القانون ؟!! .. لا زلت أحمل مصباحي في وضح النهار بحثاً عن (دولة القانون) . 

22 ديسمبر 2011

مصر مش عايزة شعارات

يا اعلام يا رسمي يا فهمي يا نظمي .. المشكلة مش هتتحل بالأغاني و الشعارات و (يا حبيبتي يا مصر) و (أبوس ايدك يا مصر) و (معلش النوبة دي يا مصر) , مصر مش عايزة أغاني و عواطف .. مصر عايزة قرارات عقلانية حيادية , مصر عايزة (دولة قانون) و ليست (دولة بوليسية) , مصر عايزة تطبيق عدالة القانون على الجميع بلا اسثناء , مصر عايزة شفافية مش قرارات و نوايا مستخبية .. مصر عايزة رجال شرفاء سليمي النوايا يبتغون وجه الله و يحبون هذا الوطن الغالي .

20 ديسمبر 2011

ادي العيش لخبازه

كان على المجلس العسكري أن يعلم منذ البداية أن عالم السياسة يختلف تماماًُ عن عالم العسكرية .. عالم السياسة يتميز بإختلاف الرؤى و الرأي و الرأي الأخر و أن القرارات في عالم السياسة ليست كنظيرتها في العسكرية .. القرارات في السياسة وارد أن يتم مواجهتها بالنقد و النقاش و الإضافة و التعديل و الإعتراض .. أما في العسكرية فالأوامر و القرارات العسكرية لا تحتمل النقاش أو الإعتراض لإرتباطها الشديد بالأمن القومي , و طالما أنك دخلت عالم السياسة فأنت أصبحت (لوحة نشان) يتم توجيه الانتقاد و المناقشة إليها .. و هذا ما لا يريد أن يستوعبه العسكر بحكم طبيعتهم الجافة الصارمة ... اذن .. "ادي العيش لخبازه يا مجلس"

19 ديسمبر 2011

لصوص و لكن أبرياء

اسمحوا لي أن أحلل الأزمة من وجهة نظر سوسيولوجية اجتماعية ... من الذي جعل البلطجي بلطجي ؟ , و من الذي أوجد ظاهرة أطفال و أسر الشوارع ؟ , انه المجتمع الذي لا يعرف العدالة و الإهتمام و التأهيل , انها البؤر و القنابل الموقوتة التي خلفتها الأنظمة السابقة بإستهتارها و تمييزها الطبقي فإنفجرت الأن في وجوهنا جميعاً .. سمعت أحدهم يقول : (مش هنمشي من هنا الا و كل واحد فينا مرضي و واخد حقه تالت و متلت) .. فلما العجب إذا جاءت أيادي الفساد و امتدت لهؤلاء بقرشين و عملت لهم غسيل مخ و حرضتهم على أن يندسوا بين المتظاهرين و يهاجموا مباني الدولة التي أهملتهم كل الإهمال و ظلمتهم كل الظلم ؟!! .. العدل و العدالة هما الحل .

لكي نخرج من هذه الأزمة

مصر محاصرة بين غباء المسئولين و غوغائية المخربين .. و الثورة تحتاج الى من يمثلها تمثيلاً يرضي جميع فئات الشعب .. و الحل في رأيي لتجاوز هذه الأزمة : عودة الجيش إلى ثكناته و ابتعاد المجلس العسكري عن مربع السياسة و تقديم اعتذار رسمي و علني عن اخفاقه و فشله في ادارة المرحلة الانتقالية - أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا ادارة البلاد وفقاً لدستور 71 (بأثر رجعي) لحين اجراء انتخابات رئاسية قبل 25 يناير المقبل - تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة من الأغلبية البرلمانية - تجريم الاعتصام في أوقات العمل و في الأماكن الحيوية و يستثنى من ذلك أيام العطلات (الجمعة) و أن يكون للإعتصامات مطالب واضحة عامة غير فئوية - تجريم فض الإعتصامات السلمية بالعنف و استخدام أساليب أكثر تحضراً لفض الاعتصام كالتحذير و التوبيخ و النصح و الارشاد و الحوار مع المعتصمين - تكوين لجان تحقيق مستقلة و شفافة و تحديد جدول زمني لإنجاز مهمتها - تحديد جدول زمني لمحاكمات رموز النظام السابق و المتورطين في قتل المتظاهرين و نهب البلاد - و كمحاولة لتهدئة الشارع أقترح أن يتم اصدار أحكام عاجلة بالإعدام على قيادات النظام السابق و ممن ثبت تورطهم في قتل أبناء الوطن و نهب أقوات المصريين - اصدار قرار بعزل جميع بقايا النظام من مؤسسات الدولة - اعادة هيكلة الاعلام و ابعاد أذناب النظام و عديمي الكفاءة و استقدام ذوي الخبرة و المهنية و رفع شعار (إعلام لكل المصريين) .

هذا ان أردنا عبور هذا النفق المظلم حتى نصل إلى بر الأمان بإذن الله .

8 ديسمبر 2011

فليستيقظ الدعاة المستنيرون .

من أهم المبادئ التي يؤكد عليها الإسلام مبدأ الحرية المسئولة .. بدليل قول الله تعالى : "كل نفس بما كسبت رهينة" , بمعنى أن كل انسان مسئول عن اختياراته و يتحمل نتائجها طالما أنها لا تتنافى مع مبادئ الإسلام و لا تضر الأخرين و لا تمس العقائد  كما قال رسول الله : "أنت حر ما لم تضر" , و يؤكد الإسلام على مبدأ المشورة و احترام رأي الأخرين و عقائدهم و أفكارهم و مذاهبهم لأن الله خلق الناس مختلفين في كل شئ , كما يدعم الإسلام حرية البحث العلمي و الإجتهاد و الفهم في قوله تعالى : "ان في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لأيات لأولى الألباب" , و في قول رسول الله : "أنتم أعلم بأمور دنياكم" , و الإسلام دين سلام و رحمة بدليل قوله تعالى مخاطباً رسوله محمد : "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" .. يعني رحمة لعالم الإنس و الجن و الحيوان و النبات و حتى الجماد بدليل قول رسول الله : "من أتلف شيئاً فعليه اصلاحه" .. كما يشترط الإسلام على المجتمع الذي تطبق فيه الحدود أن يكون مجتمعاً مؤمناً صالحاً , بمعنى أن تطبيق الحدود و الحلال و الحرام يأتي بعد الدعوة إلى الله و تعريف الناس بعظمة الله الواسعة و قدرة الله في تدبير شئون خلقه , و هذا هو المنهج و الأساس الذي اتبعه الرسول , حيث بدأ بمرحلة مكية قضى فيها الرسول تدريجياً على الفساد الذي استشرى في الجاهلية و اجتهد فيها على قلوب الناس و عرفهم برب الناس فلما بلغ الإيمان مبلغه منهم بدأت المرحلة المدنية التي أقر فيها الإسلام الحدود و الحلال و الحرام , و هذا ما نلمسه بوضوح عند قراءتنا للسور المكية التي تتحدث عن عظمة الله و السور المدنية التي تتحدث عن الحلال و الحرام و تنظيم أمور المسلمين .


فنحن في مصر مثلاً نحتاج من الدعاة أن (يفهموا) طبيعة المجتمع المصري الذي تعرض للإفساد على مدار عقود طويلة و أن يعملوا على إزالة هذه المفاسد و يهيئوا المجتمع لدولة سليمة مستقيمة يتساوى فيها الجميع , و أن يبشروا ولا ينفروا , و أن يحببوا الناس في الإسلام بدلاً من أن يجعلوا منه (فزاعة) سببها ضيق أفقهم و ظلمة عقولهم و انشغالهم بتوافه الأمور .. فليستيقظ الدعاة المستنيرون حتى تستيقظ الأمة . 

5 ديسمبر 2011

ضحايا "الأنابيب"

يومياً أصبحنا نقرأ و نسمع و نشاهد في وسائل الإعلام عن سقوط ضحايا في طوابير "أنابيب البوتاجاز" بحثاً عن "أنبوبة" يطعمون أطفالهم على وقودها , و السؤال الذي نطرحه بكل قوة و وضوح هنا : من المسئول عن هذه (الأزمة الإنسانية) ؟!! .. و من يتركها هكذا تتفاقم و تتزايد بدون حل أو أدنى اهتمام ؟!! .. لماذا قفز سعر الأنبوبة إلى 30 جنيه ؟!! .. لماذا لا يضع المجلس العسكري أسعاراً ثابتة رمزية للسلع الضرورية و لو حتى فقط طوال مدة الفترة الانتقالية التي لا نعلم متى و كيف ستنتهي ؟!! .. بدلاً من أن تستوردوا قنابل الغازات القاتلة قوموا بوضع حلول حاسمة لمشاكل المواطنين يشهدها لكم التاريخ .. بدلاً من أن يذهب الغاز إلى (أعداء السلام) نحن أولى و أحق به خصوصاً أننا في مرحلة حرجة لا تحتمل أدنى قدر من الإهمال أو الإستهتار أو الغباء السياسي .. تحركوا و أنقذوا هذه الأزمة فوراً يا سادة يا مسئولين قبل فوات الأوان .. الوطن في خطر و المواطنون في مأزق . 

2 ديسمبر 2011

الثائر الحق

إضافة إلى أن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد كما قال الإمام الشعراوي فإنني اقول أن الثائر الحق هو - أيضاً - الذي يخدم وطنه و يرتقي به دون أن ينتظر مقعد أو منصب زائل .. يكفيه شرفاً أن الناس تخلد ذكراه و تتذكر فضله بعد الله .. أنظر إلى أحمد عرابي و غاندي و جيفارا و لوثر كينج و غيرهم ممن خدموا وطنهم بدون مقابل و كيف أننا لا زلنا نذكرهم إلى الأن و في نفس الوقت هناك أناساً تقلدوا مناصب و سعوا إليها سعياً و ظنوا أنها وسيلتهم و حجتهم في اصلاح المجتمع و أنهم لن يستطيعوا خدمة المجتمع إلا بها و لكنهم كثيراً ما فشلوا و أخفقوا و زادهم التاريخ خسة و نقصاناً إلا من رحم ربي , فالعبرة في إصلاح المجتمع إذن ليست بالمنصب إنما هي بالمبدأ القوي و الهدف السامي .