15 أغسطس 2021

أنا و«عنق الزجاجة»

 

أعترف بأنني لم أكن طالبا دحيحا في الثانوية العامة، أو «عنق الزجاجة» كما يسمونها، فقط كنت أحرص على لملمة المنهج طوال العام من المدرسة «إذا ربنا هدى المدرس وشرح في الفصل»، أو في بعض السناتر «الحصة بـ10 جنيه والحسابة بتحسب»، لكن الدروس الخصوصية ودخول بيوت الناس و«جلسات الشاي والكيك» للمدرسين، لم تعرف طريقها إليَّ!

طوال حياتي التعليمية لم أرسب في أي سنة، كما أنني لم أكن أذاكر بالعشر ساعات في اليوم، كان وقت ذروة مذاكرتي في نهاية الفصل الدراسي، تتحول الحجرة إلى معسكر يدخله الشاي وتضيئه «لمبة سهَّاري» وتتعالى فيه أصوات من إذاعة القرآن الكريم أحيانا أو إذاعة «نجوم إف إم» أحيانا أخرى!!

كان يوم الجيولوجيا من أصعب الأيام التي مرت عليَّ، لم يعرف النوم طريقه إلى جفوني إلا دقائق، كانت والدتي الراحلة مشفقة عليَّ كثيرا في هذا اليوم وطمأنتني ببعض الكلمات «اللي تخاف منه مش هتلاقي أحسن منه إن شاء الله»، وبالفعل جاء الامتحان سهلا وعدت إلى المنزل سعيدا ومنتصرا، وفيما بعد كانت درجتي في الجيولوجيا 48 من 50.

التدريس وتربية الأجيال كان من ضمن أحلامي، مدرس تاريخ أو مدرس لغة عربية، وفي المرتبة الثانية بعد التدريس كنت أحلم بالصحافة والإعلام، خاصة أنني كنت أعشق سؤال التعبير في امتحان العربي ووضع الكلمات في جملة مفيدة، وكنت محبا للظهور طوال حياتي الدراسية، لدرجة أنني كنت من بين طلاب الإذاعة المدرسية، حيث كنت أقرأ آيات من القرآن الكريم.

%88 كانت هي النسبة التي خرجت بها من «عنق الزجاجة» لألتحق بآداب إعلام حلوان، وأبدأ طريقا جديدا، فيا كل من ذاكرتكم 10 ساعات في اليوم أو أقل من ذلك بقليل، اطمأنوا، العبد لله كان لا يذاكر حق المذاكرة إلا في ليالي الامتحان.. ولكل مجتهد نصيب على قدر اجتهاده.

1 أغسطس 2021

نحن لا نشرب الويسكي يا حمو

بالأمس، واصل المدعو حمو بيكا استفزازه للناس وقال بمنتهى البجاحة «مفيش حد في مصر ما بيشربش ويسكي»!!، وفي علم المنطق هذا يُسمى «تعريف جامع غير مانع»، حيث إنه جمع كل الناس في مصر تحت مظلة شرب الويسكي ولم يمنع ولم يستثنِ أحدا من شرب الويسكي، يعني «حمو بيه بيكا» يريد أن يقول إن المصريين كلهم بجميع مستوياتهم وصفاتهم يشربون هذا النوع من الخمر!.. تخيل!!.. هذا تصريح خطير ينطوي على إهانة وافتراء.

ولكن لماذا نذكر سيرة علم المنطق مع شخص مثل حمو بيكا يفتقر لأبسط قواعد المنطق؟، بل إذا سألته «ما هو المنطق؟» سيرد بإجابة أكثر كوميديا من الراحل سعيد صالح في مسرحية «مدرسة المشاغبين»!!

مثل هذا «البيكا» لا يعنيهم تلويث سمعة شعب ودولة بالكامل من أجل الشهرة والتريند والفلوس، رغم أن تلك الشهرة والفلوس مصدرها هو نفس الجمهور الذي يشاهدهم وبعض الفنانين والإعلاميين والمخرجين الذين سمحوا لهم بالظهور والانتشار، وبالمناسبة هم أنفسهم الذين اتهمهم «الأخ بيكا» الآن بشرب الويسكي!!

إن حمو بيكا وأمثاله لهم مطلق الحرية في أن يقدموا ما شاؤوا من غناء أو تمثيل «مهما كان مستواه الفني» طالما لا يدعو للفجور أو للتحريض الصريح على أي أخطار تهدد سلامة المجتمع، ولكن لا يحق له ولا لأي أحد أن يتهم ويرمي الشرفاء بالخطايا، هذه جريمة سب وقذف.

إن مقاطعة «بيكا» و«حزب الغلاطين» الذين أساؤوا وما زالوا يسيئون لمجتمعنا هو واجب على كل مواطن، بجانب الموقف القانوني بالطبع من أجل ردعهم ومنع تطاولهم وإساءتهم المستمرة للمواطنين، فاليوم وقد حكم علينا ونعتنا بشرب الويسكي لا نعرف بماذا سيحكم علينا وبماذا سيصفنا غدا!!