أعترف بأنني لم أكن طالبا دحيحا في الثانوية العامة، أو «عنق الزجاجة» كما يسمونها، فقط كنت أحرص على لملمة المنهج طوال العام من المدرسة «إذا ربنا هدى المدرس وشرح في الفصل»، أو في بعض السناتر «الحصة بـ10 جنيه والحسابة بتحسب»، لكن الدروس الخصوصية ودخول بيوت الناس و«جلسات الشاي والكيك» للمدرسين، لم تعرف طريقها إليَّ!
طوال حياتي التعليمية لم أرسب في أي سنة، كما أنني لم أكن أذاكر بالعشر ساعات في اليوم، كان وقت ذروة مذاكرتي في نهاية الفصل الدراسي، تتحول الحجرة إلى معسكر يدخله الشاي وتضيئه «لمبة سهَّاري» وتتعالى فيه أصوات من إذاعة القرآن الكريم أحيانا أو إذاعة «نجوم إف إم» أحيانا أخرى!!
كان يوم الجيولوجيا من أصعب الأيام التي مرت عليَّ، لم يعرف النوم طريقه إلى جفوني إلا دقائق، كانت والدتي الراحلة مشفقة عليَّ كثيرا في هذا اليوم وطمأنتني ببعض الكلمات «اللي تخاف منه مش هتلاقي أحسن منه إن شاء الله»، وبالفعل جاء الامتحان سهلا وعدت إلى المنزل سعيدا ومنتصرا، وفيما بعد كانت درجتي في الجيولوجيا 48 من 50.
التدريس وتربية الأجيال كان من ضمن أحلامي، مدرس تاريخ أو مدرس لغة عربية، وفي المرتبة الثانية بعد التدريس كنت أحلم بالصحافة والإعلام، خاصة أنني كنت أعشق سؤال التعبير في امتحان العربي ووضع الكلمات في جملة مفيدة، وكنت محبا للظهور طوال حياتي الدراسية، لدرجة أنني كنت من بين طلاب الإذاعة المدرسية، حيث كنت أقرأ آيات من القرآن الكريم.
%88 كانت هي النسبة التي خرجت بها من «عنق الزجاجة» لألتحق بآداب إعلام حلوان، وأبدأ طريقا جديدا، فيا كل من ذاكرتكم 10 ساعات في اليوم أو أقل من ذلك بقليل، اطمأنوا، العبد لله كان لا يذاكر حق المذاكرة إلا في ليالي الامتحان.. ولكل مجتهد نصيب على قدر اجتهاده.