24 مارس 2023

يوميات رمضانية (2).. فين قهقهة الضحكات؟

بعد أن تناولت السحور بالأمس، وقرأت وِردًا من القرآن الكريم، عدت إلى عالم الدنيا وجلست أمام شاشة الكمبيوتر بحثا عن مسلسل كوميدي يقتل مرارة وعبء ضغوط الحياة اليومية، ولأستعيد زمن الضحكة الحلوة بتاع زمان.

شاهدت حلقتين من مسلسلين، لن أذكر اسمهما حتى لا يكون الأمر وكأنه موجه مع أو ضد هذين المسلسلين، ولم تصدر مني قهقهة واحدة، أو قهقهة الضحكات كما قال الفنان أحمد سعد!!.. الحقيقة كنت طمعانا في أي قهقهة ولكن اكتفيت بابتسامة أمام كل محاولات الإضحاك و«الزعيق» والإفيهات شبه المكررة والتي نستعملها في حياتنا اليومية دون مسلسل أو يحزنون.

بالكاد ارتسمت على شفتي ابتسامة، فحمدت الله أنني حصلت على نصيبي من السعادة، وتساءلت «ما الذي حدث؟.. لماذا لم أقهقه؟.. هل أصبح دمي ثقيلاً ولا يعجبني شيء؟.. أم أن المشكلة في العمل الفني المقدم؟»، ولكنني وجدت شبه إجماع على حالة الفقر الكوميدي التي نعاني منها حاليا!!.. ومع ذلك ما زلت غير متأكد ولا أعرف هل هو فعلا «فقر كوميدي» أم العيب فينا نحن المستمعين والمشاهدين؟، وأننا متسرعون أو طماعون أو ربما ظالمون في حكمنا على هؤلاء الممثلين!!

قديما كان هناك برنامجان للمقالب، واحد اسمه «الكاميرا الخفية» للفنان الراحل إبراهيم نصر وكان يذاع بعد الإفطار في رمضان، والثاني اسمه «إديني عقلك» كان يذاع أثناء السحور، وأتذكر أن والدي-رحمه الله- كان يقهقه ضحكا حتى يسعل وهو يشاهد هذين البرنامجين، وأيضا والدتي -رحمها الله-كانت تقهقه ضحكا حتى تضيق عيناها وتدمعان أحيانا، ولأن الضحك معدٍ فكنت أضحك أنا الآخر، ليس فقط على ضحك والدي ووالدتي ولكن لأن تلك الأعمال الفنية كانت بسيطة ومفهومة ومباشرة.

إن الضحك من الأشياء العظيمة التي خلقها الله في حياتنا «وأنه هو أضحك وأبكى»، الضحك الذي يستهدف إسعاد الناس دون تنمر أو سخرية أو استهزاء من أحد أو أي خروج عن الآداب.

البعض يرى أن نشر الضحك والكوميديا أصعب بكثير من نشر البكاء والتراجيدي، فيا عزيزي الكوميديان أنت أمام مهمة احترافية صعبة، إما تكون «قدها وقدود» وإما أن تنسحب مشكورا.. وأيضا يا عزيزي المشاهد احصل مؤقتا على نصيبك من السعادة وأنت راضٍ حتى ولو كانت مجرد ابتسامة وليست «قهقهة الضحكات»!!

ليست هناك تعليقات: