7 سبتمبر 2022

مصادر السلام النفسي

منذ أن كنت طالبًا أدرس الإعلام وإلى أن أصبحت صحفيًا أعمل في هذا المجال وأنا أسمع كلمة «مصادر»، فأصبحت الكلمة صديقة أذني ورفيقة دربي وخاطري.. منذ أن وقف الأستاذ في مادة «فن صياغة الخبر الصحفي» وهو يسألنا قائلًا: «حد عارف بنجيب الخبر منين؟»، وحتى في مادة التشريعات الإعلامية التي كان يدرسها لنا المرحوم الدكتور كمال القاضي الذي كان يعمل لواء شرطة سابقًا، وهو يسألنا: «حد يعرف بنجيب القانون منين؟».. والآن أنا وكثيرون نسأل: «حد يعرف بنجيب السلام النفسي وراحة البال والتصالح مع الذات منين؟».. كيف نواجه الحياة بقسوتها وتقلباتها؟.. كيف تتعامل مع الرفض والكره من البعض؟.. سنحاول معا البحث عن إجابات هذا الأسئلة و«مصادر السلام النفسي» التي أصبحت «مادة مقررة» هذه الأيام!!

مبدئيًا، من أهم شروط ومتطلبات السلام النفسي، هو الإيمان واليقين التام بزوال هذه الدنيا.. كلنا سنغادر هذه الدنيا يومًا ما، هذه الدنيا التي نرتدي فيها جميعا قفازات ملاكمة ونخوض صراعات زائلة مع بعضنا البعض فيها هي مجرد محطة.. امتحان.. لا تستحق كل هذا العناء والغِل والقسوة.. هذا ما أقصده.. وبالطبع لا أقصد إطلاقًا أن نكون سلبيين أو منبطحين أو ضعفاء، ولكن دعونا نكون لطفاء ونرفع إنسانيتنا فوق مصالحنا، فالسيرة باقية والمصلحة زائلة.. أي والله زائلة!!

السلام النفسي يأتي من القناعة، والاقتناع بأنك قادر على العطاء والتميز في أي موقع، كبيرًا كان أو صغيرًا، بأنك تمتلك ما ليس عند غيرك، أو على الأقل تسعى لذلك.

أن تكون تاجرًا للسعادة أو مانحًا لها بلا مقابل، فلا تفارق ابتسامتك شفتيك، ولا يغيب التسامح والعفو عن قلبك، فإن لم تستطع فاعتزل ما ومَن يؤذيك دون أن تؤذيه أنت فتنساق نحو دائرة جهنمية أولها غِل، وأوسطها مكائد ومؤامرات، وآخرها هلاك والعياذ بالله.

قربك الدائم من الله هو المصدر الأساسي لهذا السلام النفسي، ففاقد الشيء لا يعطيه كيف ستتمتع بالسلام النفسي وأنت بعيد عن «السلام» سبحانه وتعالى؟!!

يجب أن تعلم تمامًا أنه لا يوجد أحد عليه إجماع، بالتأكيد ستجد من يحبك ومن يكرهك أو لا يتقبَّلك، فتقبَّل أنت هذا، وإياك أن تسعى للكيد والانتقام.. إما أن تغير فكرة الكارهين عنك أو أن تتجاهلهم تمامًا.

تعامل مع الرفض أو عدم تحقيق هدف ما أو مصلحة ما على أنه «رُب خير لم تنله كان شرًا لو أتاك»، لا أحد يعلم أين الخير وأين مصلحة العبد إلا الله سبحانه وتعالى، وبالتأكيد الله يختار لك الأفضل والأنسب دائما حتى لا تشقى فيما بعد.. طالما أنت قريب من الله فهو لن يخذلك ولن يترك سلامك النفسي والحياتي يتعرض لأي خطر حتى لو سعيت أنت نحو هذا الخطر دون أن تدري.. ستجد الله دائما ينقذك وينجيك.

ليست هناك تعليقات: